الحز والقص لما تدعيه الإمامية من النص،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

وأما الموضع الثاني وهو في ضعف الروايات التي ترويها الإمامية في النص

صفحة 60 - الجزء 1

حكم أخبار الإمامية عند أئمة الزيدية

  فهذا الذي قدمناه إنما هو باعتبار ما تراه الإمامية أنفسهم في رجال أسانيدهم وأخبارهم، فقد رأيت كيف أحاط بها الوضع والضعف من جميع جوانبها، فكيف يستدل بها العاقل المنصف في أمر من مهمات الدين، وخلافة سيد الأنبياء والمرسلين، ~ وعلى آله الأكرمين.

  أما بالنسبة لما ترويه الإمامية في نظر غيرهم فهو مردود غير مقبول:

  فالزيدية: لا ترى صحة أخبار الإمامية ولا تقبلها، ولا تستدل بها، في الفروع الفقهية العملية، فكيف في الأصول العقائدية العلمية، إلا من باب الاحتجاج على الخصم فقط.

  وإليك الدليل على ذلك، والعلة التي جعلت الزيدية ترد أخبار الإمامية:

  قال الإمام المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين الهاروني # في كتاب الإفادة - مخطوط -:

  (إن الذي من أجله منع أصحابنا من قبول أخبار الإمامية ما ثبت من اعتقادهم أن ما يروى عن كل من يشار إليه من أئمتهم يجوز أن يروى عن من شاؤوا منهم، بل يجوز أن يروى ذلك عن رسول الله ÷، حتى أن الواحد منهم إذا سمع الحسن بن علي بن محمد الذي هو آخر أئمتهم يفتي في مسألة فجائز للسامع أن يروي ذلك عن رسول الله ÷، ولم نجد أحداً منهم على اختلافهم في كثير من الفروع والأصول يختلفون في هذا الباب،