الفصل الثاني: في فضل صيام كله أو بعضه
الفصل الثاني: في فضل صيام كله أو بعضه
  اعلم أيها المطلع الكريم: أنها قد وردت روايات كثيرة، وأحاديث صحيحة في الترغيب في صيامه كلِّه لمن استطاع ذلك، أو صيامِ بعضه، وقد حرص أعداءُ أهل البيت $ من النواصب أن يهونوا ويوهنوا ما روي في فضلِ شهر رجب من الصيام، ولا يُدرى ما هو الحامل لهم على ذلك.
  وقبل الدخول في ذلك نبين أمراً هاماً: وهو أن المطلع على هذه الروايات الآتية عندما يقرأ ما تضمنته من الأجر والثواب قد يستبعد ذلك، ويؤدي به استبعاده إلى أن يحكم بالضعف على تلك الروايات، أو الرد لها بغير دليل، وقد يقول: كيف يحصل مثل هذا الأجر والثواب على صيام يوم أو يومين، أو صلاة ركعتين أو أكثر؟
  والجواب والله الموفق للصواب، من وجوه:
  أولاً: أن مقادير الثواب والعقاب بيد الله تعالى، وهو الذي يعطي الأجر والثواب للمطيعين من عباده، فالله تعالى قادر على توفير وإعطاء الثواب الوارد في الروايات، وأكثر منه أضعافاً غير متناهية، ففضله واسع، وخيره ومنُّه شامل جامع، فلا وجه للإستبعاد.
  ثانياً: أنه لا يجوز الإعتراض الله تعالى في قضائه واختياره، فهو المتفضل على خلقه، والمفاضل بينهم، فلا مانع من أن يفضل الله تعالى بعض الأيام أو الليالي على غيرها، كما فضل ليلة القدر وليلة الجمعة ويومها، فلا اعتراض على الله في شيء من أمره.
  ثالثاً: أنه لا يجب علينا معرفة وجه الحكمة في اختصاص رجب أو بعض أيامه بذلك الفضل، لأننا غير مكلفين بمعرفة وجه الحكمة تفصيلاً، إذ قد علمنا أن