فضل رجب جملة
  أفعال الله وأوامره ونواهيه منوطة بالحكمة والمصلحة، فليس في أفعاله عبث ولا مفسدة، بل قد يكون في إيراد هذا السؤال وأمثاله خطر على مورده.
  رابعاً: ينبغي للمؤمن أن يكون حريصاً على اكتساب الأجر والثواب والإزدياد منه، فإذا روي له شيء من ذلك كان حاثاً له ومرغباً له في العمل بالطاعة، والإكثار منها، كما روى الخلال بسند عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: قال رسول الله ÷ «من بلغه عن الله شيء فيه فضيلة فأخذ به إيماناً بالله، ورجاء لثوابه، أعطاه الله ذلك، وإن لم يكن كذلك»، رواه الخلال والخطيب البغدادي في تاريخه (٨/ ٢٩٣)، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال (١٥/ ٧٩١) وقال: أخرجه أبو الشيخ والخطيب وابن النجار والديلمي عن جابر، وأورد رواية أخرى عن أنس رواها الديلمي وابن النجار، ورواه المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير (٦/ ١٢٤).
  خامساً: قد يكون ذلك من قبيل تثقيل النفس والشيطان لنا، وتثبيطهما لنا عن العبادة والطاعة، فإن الشيطان يورد علينا ما تقبله نفوسنا، لأن نفوسنا تميل إلى الكسل، ويسرع إليها التعب والملل، فتقبل أي مثبط، لا سيما إذا كان عن طريقة دينية، فما علينا إلا أن نشحذ الهمم، ونقوي العزائم، ونرغب في طاعة الله تعالى، وندحر الشيطان، ونرغم أنفه، وإن لم نستطع الكل فلا يفوتنا البعض.
  إذا تقرر هذا فسنورد شيئاً من الروايات في ذلك ونجعلها على قسمين:
  القسم الأول: ما ورد في صيامه على وجه الإطلاق.
  القسم الثاني: ما ورد في صيام أيام معينة منه.