الفصل الثالث: بعض العبادات الواردة في شهر رجب
الفصل الثالث: بعض العبادات الواردة في شهر رجب
  لقد اعتاد الصالحون والعُبَّاد زيادةَ العناية بالعبادة في شهر رجب، فكانوا يصومونه ويصومون معه شهر شعبان، فقد كان عابد اليمن إبراهيم بن أحمد الكينعي رحمة الله عليه يوظف لنفسه أوراداً وعبادات في شهر رجب وشعبان.
  قال السيدُ العلامةُ يحيى بنُ المهدي بنِ القاسم الحسيني في كتاب صلة الإخوان في حلية عابد الزمان حاكياً عبادة الكينعي:
  وأمَّا شهر الله المحرَّم، ورجب، وشعبان، وشهر رمضان الكريم فيلزم الخلوة في هذه الأربعة الحرم، ويوظف فيها وظائف:
  منها: لا يتكلم فيها أبداً فيما عرفتُ وعلمتُ، فإن كُتِبَ إليه في حاجة مهمَّة دينية جوَّب في ظهر ورقة، أوفي عصا أو في لوح لفظات يسيرة جواباً.
  ومنها: لا يدخل إليه من بني آدم أحد والذي يأتيه بالوضوء والطعام يتركه على باب منزل خلوته المباركة، أو يهيء في مكان للتجمير والتدفية، فينزل له في أي وقت أحب.
  ومنها: أنه لا يفرط في ساعات الليل والنهار، بل اللحظة فيما أحسب، ويقطع علائق الكتب لا تقف عنده في هذه الخلوات، فيقرأ في كل شهر ستين ختمة، يقرأ في كل يوم ختمتين، وفي شهر رمضان - عمت بركته - تسعين ختمة، في النهار ختمتين، وفي الليل ختمة قياماً وتلاوة، ويضاعف الصلوات والأذكار التي في سائر السنة، فإذا خرج من هذه العكفة المباركة شاهدت نوراً يلمع على وجهه، ولو كشط لحمه لما ملأ الكفين، والله أعلم، ويكاد يُدْرَكُ بياضُ العظم من رقة جلده.
  إلى قوله: رَوَى لي بعض إخوان سيدي إبراهيم الكينعي ® أنه