أولا: إسلام أهل اليمن في أول جمعة من رجب
  فوافقوا رسول اللّه ÷ بالموقف بعرفة، فثاروا إليه فحدثوه حديثهم، فاحتبى ببرد عليه، ثم قال: أنا اقضي بينكم إن شاء اللّه.
  فناداه رجل من القوم: إن علي بن أبي طالب قد قضى بيننا.
  فقال النبي ÷ ما هو؟ فأخبروه.
  فقال: هو كما قضى، فرضوا بذلك.
  ومن تلك القضايا والأحكام التي حصلت لأمير المؤمنين # وهو في اليمن: ما روي أن فرساً لرجلٍ انفلتت من داره، فرمح الفرسُ رجلاً فقتله، فأخذه أولياؤه ورفعوه إلى علي #، فأقام صاحب الفرس البينة: أن الفرس انفلت من داره فرمح الرجلَ برجله، فأبطل علي # دمَ الرجل، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبي ÷ يشكون علياً # فيما حكم عليهم، فقالوا: إِنَّ عَلِيَّاً ظَلَمَنَا، وأَبْطَلَ دَمَ صَاحِبِنَا.
  فقال رسول اللّه ÷ «إنَّ علياً ليس بظلام، ولم يخلق علي للظلم، وإنّ الولايةَ من بعدي لعلي، والحكمَ حُكْمُهُ، والقولَ قولُهُ، لا يَرُدُّ حُكمَهُ وقولَه إلا كافر، ولا يرضى بحكمه وولايته إلا مؤمن».
  فلما سمعوا قولَ رسول اللّه ÷ قالوا: يا رسول اللّه، رضينا بقول علي وحكمه.
  وبقي أمير المؤمنين # في اليمن إلى أن جاءه الأمر من النبي ÷ بالرجوع، فعاد ~.