إظهار العجب بما ورد في رجب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أولا: إسلام أهل اليمن في أول جمعة من رجب

صفحة 63 - الجزء 1

  وليس هذا هو الإرسال الوحيد لأمير المؤمنين # إلى اليمن، بل إن النبي ÷ أرسله أيضاً في السنة العاشرة للهجرة في شهر رمضان، إلى قبائل مذحج، وعقد له لواء، وأخذ النبي ÷ عمامته فلفها مثنيةً مربعة فجعلها في رأس الرمح، ثم دفعها إليه، وعممه بيده المباركة، وقال له: امض ولا تلتفت.

  فقال علي #: ما أصنع؟!

  فقال ÷: «إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك، وادعهم إلى قول لا إله إلا الله، فإن قالوا: نعم، فأمرهم بالصلاة، فإن أجابوا، فلا تبغ منهم غير ذلك، والله لئن يهدي الله على يديك رجلاً واحداً خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت، فخرج أمير المؤمنين # إلى مذحج في ثلاثمائة فارس، فلما انتهى إليهم، دعاهم إلى الإسلام فأبوا ورموا أصحابه # بالنبل والحجارة، فصف # أصحابه، وحمل عليهم فقاتلهم قتالاً شديداً، حتى قتل منهم عشرين رجلاً، وانهزموا وتفرقوا، فكف # عن طلبهم، ثم دعاهم بعدها إلى الإسلام مرة أخرى، فأسرع جماعة من رؤسائهم إلى إجابته ومتابعته، وقالوا: نحن على مَن وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حقّ الله تعالى، فجمع # الغنائم، وجزأها على خمسة أجزاء، ثم أخرج الخمس، وقسم بقية الغنائم بين أصحابه، ثم كتب إلى رسول الله ÷ يعلمه بذلك، فكتب إليه النبي ÷ أن يوافيه الموسم للحج، فرجع أمير المؤمنين # حتى وافى