أولا: إسلام أهل اليمن في أول جمعة من رجب
  واليمن إنما حصلت على ما حصلت عليه من الفضائل لما قد سبق في علم الله تعالى من أنها ستكون مقراً لأهل البيت $، وأنها الأرض الخصبة التي ينتشر عليه مذهب الحق، ومنهج الصدق، وأن رجالها وأبنائها سيكونون أنصاراً للدين، وأنصاراً للأئمة الطاهرين من أهل البيت الأكرمين.
  وقد بارك الله تعالى في الذرية النبوية التي سكنت اليمن حتى تفرقوا في المناطق اليمنية، وحلت بحلولهم البركات والخيرات، فقد انتشر أئمة أهل البيت $ في ربوع بلاد اليمن، وطهروها من كل مبتدع وضال، وحموها من كل الغزاة والطامعين.
  الفضائل والمناقب التي وردت لأهل اليمن تدل دلالة واضحة على مكانتهم في الإسلام، ولقد وردت المدائح النبوية في الثناء عليهم، فهم أهل السابقة والفضيلة، ولهم المناقب السامية التي ليست لغيرهم.
  كما روي عن النبي ÷ أنه قال «إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن» قالوا يا رسول الله: فإذا كانت باليمن، قال «سيطفئها الله».
  والمراد بالفتن هنا، هي فتنة الدين، والمعنى إذا التبس الحابل بالنابل، واختلط الحق بالباطل، ولم يدر المرء إلى أي مذهب يميل، ولا إلى أي فرقة يتجه، فإن الحق موجود في اليمن، وطريق النجاة من المحن والضلال باتباع من جعلهم الله تعالى الأمان من الضلال، وهم أهل البيت $، الذين هم طائفة الحق، ومذهبهم مذهب الصدق، وهم الفرقة الناجية، وهي تتمثل في أئمة الهدى $ ومن سلك طريقتهم، وتتمثل في هذا الزمان في العلماء العاملين المخلصين ومن انتهج نهجهم، وسار على خطاهم، وأما الفتن التي بمعنى المحن فهي حاصلة في كل البلدان، ولكن