أولا: إسلام أهل اليمن في أول جمعة من رجب
  رسولَ الله ÷ بمكة، وأحرم بما أحرم به رسول الله ÷.
  وبعثه النبي ÷ إلى نجران من أرض اليمن ليأخذ الصدقات من المسلمين، ويأخذ الجزية من أهل الذمة من النصارى.
  ولما أسلم أهل اليمن على يد أمير المؤمنين علي #، وكانت له المنة في رقابهم بذلك، تأصل حبُّه عندهم، وتعمق التشيع في وجدانهم، حتى نشأ وترعرع عليه صغيرهم، وشب عليه غلامهم، وشاب عليهم شبابهم، ومات على ذلك كبارهم.
  فلم يزالوا يتوارثون حب أمير المؤمنين #، خلفاً عن سلف، وصاغراً عن كابر، وقد بقي ذلك حتى تجسد في محبتهم ونصرتهم لأهل البيت $.
  وكانت تلك الشجرة التي غرسها أمير المؤمنين # مباركة الثمار، حلوة المجتنى، فقد صارت اليمن بعد ذلك مشتهرة بالتشيع، حتى كادت أرضها وأحجارها أن تتشيع كما قال الشاعر:
  من أين يأتيك العداءُ وأنت في ... بلد تكاد صخورها تتشيع
  ولهذا فقد حرص أعداء أمير المؤمنين علي # على إزالة التشيع من اليمن وأهله، وحاولوا جاهدين على محوه فما استطاعوا وبآؤوا بالفشل، فها هو معاوية لعنة الله عليه يرسل بُسر بن أرطأة في جيش جرار عدده عشرون ألفاً لغرض الفتك والقتل والإستئصال لشيعة أمير المؤمنين ومحبيه، وقتل منهم من قتل، من كبارهم ومشائخهم ورجالهم وحتى من أطفالهم، ولكن لم يستطع أن يطمس ولا أن يهدم ما قد أسسه أمير المؤمنين #.