إظهار العجب بما ورد في رجب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث: شرعية الصلاة والأذان:

صفحة 76 - الجزء 1

  ولا في الآخرة، وذلك أن الله تعالى لو كان يجوز رؤيته لرآه أفضل الخلق وأحبهم لديه محمد ÷، فلما لم يحصل ذلك علمنا أن انتفاء الرؤية عن الله تعالى أمر ذاتي، وأن ذاته العلية لا تطرأ عليه عوارض الأجسام والأعراض، كما روي عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: «نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ».

  وما روي عن عائشة أنها قالت: ثَلاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قال مسروق: مَا هُنَّ؟ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا ÷ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ.

  قَالَ مسروق: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ ø {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ٢٣}⁣[التكوير]، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣}⁣[النجم]؟!. فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ÷، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطاً مِنَ السَّمَاءِ سَادّاً عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ.

  فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}⁣[الأنعام]، أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ٥١}⁣[الشورى] إلى آخر الخبر».

الثالث: شرعية الصلاة والأذان:

  ومن القسم الثاني: الذي هو من تكاليف الأحكام، شرعية الصلاة والأذان، لأن المسلمين قد اختلفت أقوالهم في هذا لا سيما في أمر الأذان، فمنهم من