الثالث: شرعية الصلاة والأذان:
  يجعله رؤيا رآها رجل من الأنصار، ومنهم من يجعله أمر استشارياً بين النبي ÷ وبين أصحابه فاختار هذه الألفاظ المعروفة حين أشار عليه بها أحد الصحابة، ومنهم من يقول بأنه تشريع إلاهي بتعليم سماوي، كما هو رأي أهل البيت $ ومما يؤكد ذلك:
  ما روي أنه جاء رجلٌ إلى محمد بن علي المعروف بابن الحَنَفِيَّةِ فقال له بلغنا أَنَّ الأذانَ إنما هو رؤيا رآها رجلٌ من الأنصار، فقَصَّها على رسول اللّه ÷، فأمر بلالاً فأذَّنَ بتلك الرؤيا! فقال له محمدُ بن الحنفية: إِنَّما يقول بهذا الجاهلُ من الناسِ، إِنَّ أمرَ الأذانِ أعظمُ من ذلك، إنَّه لما أسري برسول اللّه ÷؛ فانْتُهِيَ به إلى السماء السادسة، جمع اللّه له ما شاء مِنَ الرُّسل والملائكة، فنزل ملكٌ لم ينزل قبل ذلك اليوم، عرفتِ الملائكةُ أَنَّه لم ينزل إلا لأمر عظيم، فكان أولُ ما تكلم به حين نزل، قال: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. فقال اللّهُ ø: أنا كذلك، أنا الأكبر لاشيء أكبر مني، ثُمَّ قال: أشهد ألاّإله إلا اللّه، فقال اللّه: أنا كذلك، لاإله إلا أنا، ثُمَّ قال: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، فقال اللّه: نعم هو رسولي بعثته برسالتي وائتمنته على وحيي، ثُمَّ قال: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، فقال اللّه: أنا افترضتها على عبادي وجعلتها لي رضا، ثُمَّ قال: حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، فقال اللّه: قد أفلح من مشى إليها وواظب عليها ابتغاء وجهي، ثُمَّ قال: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ. فقال اللّه: هي أزكا الأعمال عندي، وأحبها إلي، ثُمَّ قال: قد قامت الصلاةُ. فأمَّ رسولُ اللّه ÷ مَنْ كان عنده من الرُّسُل والملائكة، وكان المَلَكُ يؤذن مثنى مثنى، وآخر أذانه وإقامته: لاإله إلااللّه. وهو الذي ذكر اللّه في كتابه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤}[الشرح].
  قال محمد بن الحنفية: فتمَّ له يومئذ شرفه على الخلق. ثُمَّ نزل؛ فأمر أَنْ يؤذَّن بذلك الأذان.