الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

الفرق بين المذهبين الزيدي والاثنا عشري

صفحة 166 - الجزء 1

  وقد ابتلي بهم الإمام جعفر الصادق فهم يروون أكثر ترهاتهم وخزعبلاتهم عنه # ككون أئمتهم لو شاءوا أن يعلموا ما في البلدان⁣(⁣١)، وأن لهم النسخ والتغيير، وأنهم محدَّثون.

  وانظر ما في كتاب الكليني في بحث الأصول تجد العجب العجاب، وتجد تحاملهم على بقية أولاد الحسنين فيه، وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي، وفي غيرها، وهذا غرس العباسية. {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ}⁣[إبراهيم: ٥٢]، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ٢٢}⁣[السجدة]، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً


= وقال المجلسي في بحار الأنوار في [ج ٨/ ٣٦٦]: «وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المسائل: اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار. وقال [أي: المفيد] في موضع آخر: اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار»، وفي [ج ٣٧/ ٣٤] قال: أقول: كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة». وقال في [٥٢/ ٢٦٩] بعد أن أورد رواية رقم (١٦٠) عن أبي جعفر #: «... واتق الشذاذ من آل محمد»: «قلت: ويريد بالشذاذ الزيدية، لضعف مقالتهم، وأما كونهم من آل محمد لأنهم من بني فاطمة». وقول الشيخ المفيد الذي حكاه المجلسي في أوائل المقالات [١/ ٤٤].

(١) الكافي للكليني [١/ ٢٥٨] باب أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا رقم (١): عن أبي عبد الله # قال: إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم. ورواه المجلسي في البحار [٢٦/ ٥٦] رقم (١١٧) في نفس الباب، والصفار في بصائر الدرجات [١/ ٣٣٥] رقم (٢).