الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[إلزامات وأسئلة واردة في الثاني عشر]

صفحة 16 - الجزء 1

  الوجه الثالث: أن الواقع يكشف عن بطلانه؛ لأن الثاني عشر لم يوجد، والأمة بأسرها تنكر وجوده فضلًا عن إمامته. والإمامية لَمَّا لم تستطع أن تبرهن على وجوده ادَّعَتْ أنه غائب مختفٍ.

[إلزامات وأسئلة واردة في الثاني عشر]

  وقد لزمهم من القول بالغيبة أن ينسب إلى الله أصناف من القبائح:

  الصنف الأول: العبث واللعب؛ لأن الله إذا جعل لنا إمامًا معصومًا، حجة يجب علينا اتِّباعه، خليفة لرسول الله ÷ في كل ما جاء به، يقيم الحدود، والجمع والقضاء، ويؤمن السبل، ويقيم الجهاد، ويعلم الناس معالم دينهم، ثم يخفيه ويغيبه من بعد وجوده إلى زماننا، هذا أي من سنة (٢٦٠ هـ) إلى سنة (١٤١٥ هـ) وإلى متى؟! فهو عين العبث الذي لا فائدة فيه.

  الصنف الثاني: تكليف ما لا يطاق؛ لأن الله إذا كلفنا باتِّباعه، والائتمام به، والاهتداء بهديه، ولم يجعل لنا سبيلًا إلى معرفته فهو تكليف ما لا يطاق، وهو قبيح.

  الصنف الثالث: بقاء الأمة طيلة هذه المدة بدون إمامٍ ظاهرٍ إهمالٌ وفسادٌ.

  فهذه الأصناف من القبائح - تعالى الله عنها - لزمت من القول بالغيبة، ومذهبنا ومذهبهم أن الله لا يفعل القبيح.