العودة من لندن
  وعندما وصلنا إلى مطار جدة وإذا بها تنفتح واحدة من الحقائب وانتثرت الكتب والأوراق في الصالة كلها - وهذا لطف من الله سبحانه وتعالى - فإذا بالعساكر والموظفين يساعدوني في جمعها وقالوا: نحن سنجمعها ونردها في الحقيبة، وأخرجوها إلى عند مواقف السيارات.
  وهذه من ألطاف الباري سبحانه وتعالى التي تحيط بأوليائه وبالصالحين الذين بذلوا أعمارهم، بذلوا أوقاتهم، بذلوا أنفسهم ونفيسهم في إيصال عقائدنا صحيحة إلينا، خالية من التحريف، خالية من التزييف.
  يستشعر الإنسان هذه الهمة العظيمة ويستلهم هذه الجهود الجبارة وهو فرد لوحده، يذهب إلى تلك الأماكن البعيدة ويحرص على أنه يجمع ما استطاع من كتب أهل البيت $ ويعود بها إلينا ويرجع يتابع طباعتها كذلك.
  وهذا كله مع شح الإمكانات وقلة المتعاونين، وكثرة الأعداء المتربصين؛ فيجب علينا أن نشد الهمم ونكثف الجهود ونتكاتف ونتعاون في إكمال رسالة مولانا الإمام مجدالدين وتحقيق هدفه في إخراج كنوز أهل البيت وشيعتهم الميامين إلى النور لكي تعم الفائدة والنفع بإذن الله تعالى.