وهو تعالى حي موجود.

  ودليل ذلك كله أن ما نشاهده من الموجودات والحوادث لا بُدَّ لها من خالق حتما؛ إذ لا يوجد فعل إلا من فاعل، فإذا ثبت أنه لا بد من فاعل، فلا بد أن يكون موجوداً وحيًّا وقادراً وعالماً.

  وأنه تعالى بريء من معاصي العباد، لا يشاؤها ولا يريدها ولا يرضاها، ولا يحبها، وأن العصاة هم الذين وقعوا في العصيان بفعلهم وإرادتهم ومشيئتهم، ليس لله تعالى فيها فعل ولا إرادة ولا مشيئة.

  وأن علمه تعالى بما سوف يكون من المعاصي وغيرها سابق غير سائق، بمعنى أن علمه تعالى بما سيكون من معاصي العباد ليس هو السبب في وقوعها منهم، وإلا لزم في أفعال الله تعالى ما لزم في أفعال العباد لسبق علمه تعالى بما سيفعله هو تعالى، ولا قائل بذلك.

  وأن الشفاعة يوم القيامة تكون خاصة بالمؤمنين دون أهل الكبائر الذين ماتوا مصرين غير تائبين.

  وأنه لا يكفي قول: «لا إله إلا الله»، بل لا بد مع ذلك من الأعمال الصالحة، واجتناب الأعمال السيئة، فأما مجرد القول من غير عمل فلا يستحق به ثواب، ولا يدفع به عقاب، وصاحبه من أهل النار، اللهم إلا إذا شهد الكافر بشهادة الحق ثم عاجلة الموت عقيبها، أو تاب المسلم توبة نصوحاً ثم عاجلة الموت قبل أن يتمكن من الأعمال الصالحة - فإنه يُرجى لهؤلاء رحمة الله؛ وذلك أنهم لم يتمكنوا من الأعمال الصالحة.