المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[من أسماء الله الحسنى]

صفحة 34 - الجزء 1

  بما لا يتناقض مع الآية، وهي قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص].

  فقوله تعالى: {غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}⁣[الفتح ٦]، {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}⁣[البينة ٨]، فلا يجوز أن يفسر غضب الله بفوران الدم، وانتفاخ الأوداج، واحمرار العينين.

  ولا يجوز تفسير الرضى بانشراح الصدر، وسكون دم القلب، وسروره وهدوءه؛ إذ أن ذلك كله تشبيه ومناقضة لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}، بل يفسر الغضب بفعل الانتقام العاجل أو الآجل أو كليهما. ويفسر الرضى بفعل الثواب العاجل أو الآجل أو كليهما، أو الحكم بذلك.

  ومن أسمائه تعالى حليم، ومعنى ذلك: أنه تعالى لا يعجل بالانتقام من العصاة، بل يمهلهم ويمدهم بالنعم. ولا يجوز أن نفسر ذلك برزانة العقل، وهدوء الأعصاب؛ إذ أن ذلك تشبيه وتمثيل لله تعالى بخلقه، وقد نفى الله ذلك كما ذكرنا سابقاً.

  وقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}⁣[المائدة ٦٤] قد تولى الله تعالى تفسير ذلك بقوله بعدها مباشرة: {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}⁣[المائدة ٦٤]، ولا يجوز تفسير ذلك بأن لله يدين اثنتين يبسطهما؛ إذ أن ذلك تشبيه وتمثيل له تعالى بخلقه، تعالى الله عن الجوارح والأعضاء {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.

  وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}⁣[القمر ١٤] بمعنى: تجري في حراستنا وحفظنا.