المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المحكم والمتشابه]

صفحة 35 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}⁣[الزمر ٥٦] بمعنى: على ما فرطت في طاعة الله؛ إذ التفريط إنما يكون في الطاعة.

  وقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧}⁣[الرحمن] معناه: ويبقى ربك.

  وكذلك قولة تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}⁣[الإنسان ٩]، {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}⁣[البقرة ١١٥]، ولا يجوز تفسير ذلك بالأعضاء والجوارح، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  وقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}⁣[القيامة] ناظرة بمعنى منتظرة لرحمة الله وثوابه، كما أن وجوه العصاة تنتظر يومئذٍ النقمة الفاقرة، والعقاب الدائم.

  ولا يجوز أن يفسر ذلك بأن الله يُرى يوم القيامة؛ وذلك أن الرؤية بالعين لا تقع إلا على المخلوقات، فكل ما يرى بالعين فهو مخلوق محدث.

  والدليل على ذلك أنه لا يرى بالعين إلا ما كان جسماً أو عرضاً، والله تعالى ليس بجسم ولا عرضٍ.

[المحكم والمتشابه]

  قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ...} الآية [آل عمران ٧]، فقد أخبر الله تعالى في هذه الآية أن في القرآن الكريم آيات محكمات هن أم