المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المؤمن والفاسق والمنافق والكافر]

صفحة 40 - الجزء 1

  والمغفرة والإحسان، وسيدخله الله تعالى برحمته جنات النعيم المشتملة على ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون، وفيها من النعيم ما لا يخطر على قلب بشر.

  وقد اشتمل القرآن على كثير مما أعده الله تعالى لعباده المؤمنين التائبين، وكل ذلك حق لا بد من وقوعه {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}⁣[ق]، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ٩}⁣[آل عمران]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}⁣[الإسراء ٨٧].

  وكذلك يجب التصديق والاعتقاد أن من مات مصرًّا على العصيان والكفران فإن له جهنم خالداً فيها مخلداً في العذاب الأليم، وشراب الحميم، ومقطعات النيران، كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب، وكل ما قدمنا مما لا خلاف فيه.

[المؤمن، والفاسق، والمنافق، والكافر]

  المؤمن: هو من أتى بالواجبات، واجتنب المقبحات.

  والفاسق: هو الذي يرتكب معصية كبيرة، أو يترك فريضة قطعية جراءة وتعمداً. وحكمه: أنه لا يخرج من الإسلام، فيسمى مسلماً ولا يسمى مؤمناً، بل يسمى فاسقاً، وظالماً، ومجرماً وآثمًا، وغاشماً، وقد قال الله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}⁣[السجدة].

  هذا، وإن كان يظهر الإيمان ويبطن الكفر جاز أن نسميه منافقاً.