[المقدمة]
[المقدمة]
  
  الحمد لله خالق الخلق، ومدبر الأمر، العليم القدير الحي القديم، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطاهرين، حجج الله على خلقه، وشهداؤه على عباده، الذين من اتبعهم نجا، ومن خالفهم ضل وهوى، أما بعد:
  فهذا مختصرٌ لطيف في معرفة الله تعالى وما يلحق بذلك من أصول الدين، محتوٍ على الغالب مما في كتاب العقد الثمين، وعلى زيادات هامة أيضاً ينبغي معرفتها.
  هذا، ولم آتِ بشيءٍ جديد، بل كل ما ذكرته فيه مستوحيً عن أئمة أهل البيت $، والجديد هنا هو السهولة في التعبير بحيث لا يحتاج المبتدئ إلى كثير في فَهمه، وتنبغي قراءته للمبتدئين قبل العقد الثمين أو بعده، والحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وصلى الله وسلم على محمد وآله.
أول الطريق إلى العلم بالله
  العقلُ من طبيعته التفكيرُ، وله الُقدْرَةُ وحده على معرفة الله تعالى، وما يستحقه من القداسة والكمال والجلال، غير أن الله سبحانه وتعالى قد عزز العقل بالرسل والكتب، فهداهم