متن الكافل بنيل السؤول في علم الأصول،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

الباب السادس: في العموم والخصوص، والإطلاق والتقييد

صفحة 45 - الجزء 1

  فَالمُتَّصِلُ: الاسْتِثنَاءُ، وَالشَّرْطُ⁣(⁣١)، وَالصِّفَةُ⁣(⁣٢)، وَالغَايَةُ⁣(⁣٣)، وَبَدَلُ البَعضِ⁣(⁣٤).

  وَالمُخْتَارُ: أَنَّهُ لاَ يَصِحُّ تَرَاخِي الاسْتثنَاءِ إِلاَّ قَدْرَ تَنَفُّسٍ أَوْ بَلعِ رِيقٍ. وَأَنَّهُ يَصِحُّ اِسْتِثنَاءُ الأَكْثرِ⁣(⁣٥).

  وَأَنَّهُ مِنَ النَّفْيِ إِثبَاتٌ⁣(⁣٦)، وَالعَكسُ. وَأَنَّهُ بَعْدَ الجُمَلِ المُتَعَاطِفَةِ يَعُودُ إِلَى جَمِيْعِهَا إِلاَّ لِقَرينَةٍ⁣(⁣٧).

  وَأَمَّا المُنْفَصِلُ فَهُوَ: الكِتَابُ، وَالسُّنَّةُ، وَالإِجْمَاعُ⁣(⁣٨)، وَالقِيَاسُ⁣(⁣٩)، وَالعَقْلُ⁣(⁣١٠)، وَالمَفْهُومُ⁣(⁣١١) عَلَى الْقَولِ بِهِ.


(١) نحو: أكرم الناس إن كانوا علماء.

(٢) نحو: أكرم الرجال العلماء.

(٣) نحو قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}.

(٤) نحو: أكرم الناس قريشاً.

(٥) نحو قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} وهم الأكثر؛ بدليل قوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}.

(٦) نحو: ما عندي له عشرة دراهم إلا درهماً، فهو إثبات للدرهم عند الأكثر.

(٧) نحو أن يحصل تناف بين الجمل، نحو: اضرب بني تميم، والفقهاءُ هم أصحاب الشافعي إلا أهل البلد الفلاني، فالجملتان متنافيتان؛ لاختلافهما في الانشاء والخبر فيعود إلى التي تليه.

(٨) مثال تخصيص القرآن بالإجماع: إجماعهم على أن القريب إذا كان مملوكاً لا يرث، فهذا مخصص لعموم أية المواريث.

(٩) مثال التخصيص بالقياس: أن يقول الشارع لا تبيعوا الموزون بالموزون تفاضلاً، ثم يقول: بيعوا الحديد بالحديد كيف شئتم، فيقاس النحاس والرصاص عليه بجامع الانطباع.

(١٠) مثال التخصيص بالعقل كما إذا قال الشارع: الحج واجب على الناس، فإن العقل قاض بخروج من لم يفهم الخطاب كالأطفال والمجانين.

(١١) مثاله أن يقال في مفهوم المخالفة: في الغنم زكاة، فهذا عام للمعلوفة وغيرها، ثم يقول: في الغنم السائمة زكاة، فيدل بالمفهوم على أن ليس في المعلوفة زكاة.