متن الكافل بنيل السؤول في علم الأصول،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

الباب الثاني: في الأدلة

صفحة 7 - الجزء 1

الْبَابُ الثَّانِي: فِي الأَدِلَّةِ

  الدَّلِيْلُ: مَا يُمْكِنُ التَّوَصُّلُ بِصَحِيْحِ النَّظَرِ فِيهِ إِلَى الْعِلْمِ بِالغَيْرِ⁣(⁣١)، وأَمَّا مَا يَحْصُلُ عِنْدَهُ الظَّنُّ فَأَمَارَةٌ⁣(⁣٢)، وَقَدْ يُسَمَّى⁣(⁣٣) دَلِيلاً تَوَسُّعاً⁣(⁣٤).

  وَالعِلْمُ: هُوَ المَعْنَى المُقْتَضي لِسُكُونِ النَّفسِ إِلَى أَنَّ مُتَعَلَّقَهُ كَمَا اعْتَقَدَهُ. وَهُو نَوعَانِ: ضَرُورِيٌّ وَاستِدْلاَلِيٌّ، فَالضَّروريُّ: مَا لاَ يَنْتَفِي بِشَكٍّ وَلاَ شُبْهَةٍ⁣(⁣٥). وَالاسْتِدْلاَلِيُّ مُقَابِلُهُ⁣(⁣٦).

  وَالظَّنُّ: تَجْويزٌ رَاجِحٌ. وَالوَهْمُ: تَجْويزٌ مَرْجُوحٌ. وَالشَّكُّ: تَعَادُلُ التَّجْوِيزَيْنِ.

  وَالاعْتِقَادُ: هُوَ الْجَزْمُ بِالشَّيءِ مِنْ دُونِ سُكونِ النَّفْسِ، فَإِنْ طَابَقَ فَصَحِيْحٌ⁣(⁣٧)، وَإِلاَّ فَفَاسِدٌ⁣(⁣٨)، وَهُوَ الجَهْلُ⁣(⁣٩)، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى عَدمِ العِلمِ⁣(⁣١٠).


(١) نحو: العالم متغير وكل متغير حادث، ينتج: العالم حادث.

(٢) كانصداع الجدار فإنه أمارة لانهدامه.

(٣) أي: ما يحصل عنده الظن.

(٤) أي: مجازًا.

(٥) كالعلم بأن الليل والنهار لا يجتمعان.

(٦) كالعلم بحدوث العالم.

(٧) الاعتقاد الصحيح: كاعتقاد أن الله لا يفعل القبيح.

(٨) والاعتقاد الفاسد: كاعتقاد أن الله يفعل القبيح.

(٩) والجهل: اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه، وهو المسمى بالمركب.

(١٠) و هو المسمى بالبسيط.