الباب الثاني: في الأدلة
الْبَابُ الثَّانِي: فِي الأَدِلَّةِ
  الدَّلِيْلُ: مَا يُمْكِنُ التَّوَصُّلُ بِصَحِيْحِ النَّظَرِ فِيهِ إِلَى الْعِلْمِ بِالغَيْرِ(١)، وأَمَّا مَا يَحْصُلُ عِنْدَهُ الظَّنُّ فَأَمَارَةٌ(٢)، وَقَدْ يُسَمَّى(٣) دَلِيلاً تَوَسُّعاً(٤).
  وَالعِلْمُ: هُوَ المَعْنَى المُقْتَضي لِسُكُونِ النَّفسِ إِلَى أَنَّ مُتَعَلَّقَهُ كَمَا اعْتَقَدَهُ. وَهُو نَوعَانِ: ضَرُورِيٌّ وَاستِدْلاَلِيٌّ، فَالضَّروريُّ: مَا لاَ يَنْتَفِي بِشَكٍّ وَلاَ شُبْهَةٍ(٥). وَالاسْتِدْلاَلِيُّ مُقَابِلُهُ(٦).
  وَالظَّنُّ: تَجْويزٌ رَاجِحٌ. وَالوَهْمُ: تَجْويزٌ مَرْجُوحٌ. وَالشَّكُّ: تَعَادُلُ التَّجْوِيزَيْنِ.
  وَالاعْتِقَادُ: هُوَ الْجَزْمُ بِالشَّيءِ مِنْ دُونِ سُكونِ النَّفْسِ، فَإِنْ طَابَقَ فَصَحِيْحٌ(٧)، وَإِلاَّ فَفَاسِدٌ(٨)، وَهُوَ الجَهْلُ(٩)، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى عَدمِ العِلمِ(١٠).
(١) نحو: العالم متغير وكل متغير حادث، ينتج: العالم حادث.
(٢) كانصداع الجدار فإنه أمارة لانهدامه.
(٣) أي: ما يحصل عنده الظن.
(٤) أي: مجازًا.
(٥) كالعلم بأن الليل والنهار لا يجتمعان.
(٦) كالعلم بحدوث العالم.
(٧) الاعتقاد الصحيح: كاعتقاد أن الله لا يفعل القبيح.
(٨) والاعتقاد الفاسد: كاعتقاد أن الله يفعل القبيح.
(٩) والجهل: اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه، وهو المسمى بالمركب.
(١٠) و هو المسمى بالبسيط.