المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أكبر أعمال المولى رحمة الله عليه

صفحة 25 - الجزء 1

  ولو أن المولى مجدالدين رحمة الله عليه وجد مثله في صفاته الكريمة لأقامه مقامه، ولأعفى سيدي حسين رحمة الله عليه من الإرشاد؛ للسلامة من أذى المعارضين وكثرة ترددهم عليه لغرض إبعاده عن الإرشاد.

  بل ولو أن المولى حسين | وجد من يقوم مقامه ويعمل عمله لتخلى عن الإرشاد، وكان يتمنى ذلك، بل ويقسم عليه، وكان يتمنى ذلك في كل مجلس تقريباً أجلس عنده فيه رحمة الله عليه وبركاته.

  وكان رحمة الله عليه يقترض مبالغ كبيرة من المال ليسدد بها حاجة الإرشاد والمرشدين في كل سنة تقريباً واثقاً بأن الله تعالى سيسهل له قضاءه، وكان يلجأ إلى الله تعالى في قضاء الدين فيدعوه ويكثر من سؤاله، وما كان الله تعالى ليخيب رجاءه، فلا تمضي فترة غير طويلة إلا وقد قضى الله عنه الدين.

  ولم يمت رحمة الله عليه إلا وقد انتشر المذهب في جميع البلاد بين الرجال والنساء ولولا حاجة في نفس يعقوب لسردنا بالتفصيل النتائج المباركة التي تحققت في أيامه المباركة.

  بل إن أعماله الإرشادية ما زالت جارية إلى اليوم، وإلى ما شاء الله، وصحائف حسناته مفتوحة لتسجيل مضاعفات أجره وثوابه، وفي الحديث: «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة».