المسطور في سيرة العالم المشهور،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أكبر أعمال المولى رحمة الله عليه

صفحة 24 - الجزء 1

  اللَّهِ تَبْدِيلًا ٦٢}⁣[الأحزاب]، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}⁣[الفرقان: ٢٠]، وقد كانت المعارضة والعرقلة قوية ومتمكنة وذات دهاء ومكر، إلا أن مكر الله كان فوق مكرهم، وقوته فوق قوتهم.

  فتجاوز المولى رحمة الله عليه ما وضعوه من العراقيل، ومضى بالإرشاد بسلامة على رغم المعارضة وضجيجها متوكلاً على الله.

  وقد كان يقابل القساوة باللين، وفاحش الكلام وقبيحه بالإعراض وبالإحسان، ويقابل المؤامرات بالتوكل على الله.

  وقد حاول المعارضون في سيدي العلامة مجدالدين المؤيدي أن يبعد المولى عن إدارة الإرشاد وأن يعزله ويستبدله بغيره، إلا أن سيدي مجدالدين رحمة الله عليه لم يلتفت إليهم لشدة معرفته للمولى |، وكان سيدي مجدالدين رحمة الله عليه ذا فطنة عالية وذكاء متوقد فلم يستطع المعارضون للإرشاد أن يؤثروا عليه، ولا أن يستجرُّوه للسير في هواهم، ولم يرض أن ينوب عنه في الإرشاد سوى المولى الحسين بن يحيى رحمة الله عليه.

  وقد لقي سيدي مجدالدين رحمة الله عليه بسبب توليته لسيدي حسين على الإرشاد وتفويضه للنيابة عنه في الإرشاد والدعوة ما لقي من المعارضين للإرشاد وهم كثرة كاثرة من المضايقات المتواصلة والمستمرة سنوات فلم يتزحزح عن موقفه من الإرشاد ومن سيدي حسين |؛ لثقته به، ومعرفته لزهده وورعه وتقواه وعلمه وإخلاصه.