الإصلاح بين الناس
الإصلاح بين الناس
  كان رحمة الله عليه مهتماً بإصلاح شأن الناس وحل مشاكلهم وكان يذهب ويجيء ويتعب نفسه في هذا السبيل، وقد صحبته كثيراً في هذا المجال.
  وكان يسافر من بيته في آل ساري جنوب ضحيان إلى بلاد خولان عامر وإلى بلاد سفيان لغرض الإصلاح وحل الخلاف، وقد صحبته في سفر إلى بلاد بني ذويب - وتقع جنوب غرب حيدان - في إصلاح قضية تأزمت بين ألت درم وبين القضاة من قبائل الشيخ أحمد علي مسعود.
  وفي سفر إلى بلاد سفيان ذو صميم «موطك» في قضية بين بعض أهل جبل موطك، وتم حلها وقطع الخلاف، وكان رحمة الله عليه يميل في حل القضايا إلى الصلح؛ لما فيه من طيبة نفوس الطرفين ورضاهم، ولأن الحكم لا يرضي إلا طرفاً واحداً أما الطرف الآخر فيُكْسِبُه الحكم سخطاً وكرهاً ونفرة عن الحاكم، والمولى رحمة الله عليه بما هو فيه من عمل الإرشاد لا يريد أن ينفر الناس عن الإرشاد؛ لأنه لو حكم لنفر عنه المحكوم عليه ونفروا عن إرشاده ومرشديه؛ لذلك كان يعدل إلى الإصلاح ويسعى بكل جد في إقناع الطرفين بقبوله ويعظ الطرفين ويدعو لهما.
  وبذلك مع معونة الله وتوفيقه ينجح في الإصلاح في أغلب الأحوال، وبعد أن توسع عمل الإرشاد كان يحول القضايا إلى بعض طلبته.