[مرثية في الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي #]
[مرثية في الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي #]
  أَيَا مَغْرُوْرَ تَخْدَعُكَ الْأَمَانِيْ ... وَتَأْتِيْكَ الدَّوَاهِيْ فِي ثَوَانِي
  تَبِيْتُ قَرِيْرَ عَيْنٍ فِي ابْتِهَاجٍ ... وَشَأْنُ الصُّبْحِ بَعْدَ اللَّيْلِ ثَانِي
  وَإِنْ أَصْبَحْتَ يَوْماً فِي سُرُوْرٍ ... دَهَتْكَ اللَّيْلَ سَالِبَةُ الْجَنَانِ
  كَدَاهِيَةِ الرَّبُوْعِ دَهَتْ مَسَاءً ... فَثُلْمَتُهَا عَلَى إِنْسٍ وَجَانِ
  فَقَدْنَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ طُرًّا ... وَأَزْكَى مَنْ تَلَا السَّبْعَ الْمَثَانِي
  وَأَشْرَفَ مَنْ رَقَى أَعْلَى المَرَاقِيْ ... وَمَنْ خَطَّ الصَّحَائِفَ بِالْبَنَانِ
  وَأَعْلَمَهُمْ بِمَا أَوْحَاهُ رَبِّي ... وَمَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الدَّفَّتَانِ
  وَكَانَ حَيَاتُهُ تِسْعِيْنَ عَاماً ... وَسِتَّة ثُمَّ آبَ إِلَى الْجِنَانِ
  وَعَشْراً بَعْدَ تِلْكَ مِنَ اللَّيَالِي ... وَغَادَرَهَا إِلَى الْحُوْرِ الْحِسَانِ
  لَهُ الْأَلْبَابُ قَدْ ذَهِلَتْ وَتَاهَتْ ... لِهَذَا الرَّزْءِ قَاصِيْهَا وَدَانِي
  لَئِنْ ذَرَفَتْ لَهُ الْعَيْنَانِ قَيْحاً ... وَأُغْرِقَ مِنْ دِمَاهَا الْوَجْنَتَانِ
  لَحُقَّ لَهَا وَإِنْ عَمِيَتْ عَلَيْهِ ... وَصَارَتْ لَا تَرَى رَأْيَ الْعَيَانِ
  وَإِنْ أَفَلَ النُّجُوْمُ لَهُ وَغَابَتْ ... وَأَكْسَفَ فِي سَمَاهَا النَّيِّرَانِ
  لَكَانَ بِذَا وَهَذَيْنِ حَقِيْقاً ... لِأَنَّ الْخَطْبَ شَأْنٌ أَيُّ شَأْنِ
  مُصَابٌ عَمَّنَا شَرْقاً وَغَرْباً ... وَأَظْلَمَ أُفْقُنَا فِي ذَا الزَّمَان