مكانته في المجتمع
  هذا، ولم يصل إلى ما وصل إليه من الشهرة وذياع الصيت وحسن الذكر والمكانة المكينة في قلوب الناس - إلا بسبب ما هو عليه من الإخلاص لله في أعماله، وسلامة قلبه وحسن نيته، ورحمته وشفقته بالناس، ورسوخ قدمه في تقوى الله، وتحري سبل رضوانه، وزهده في الدنيا وزينتها، وورعه الشديد، وخشيته من الله، وإجلاله لجلالته و ... إلى آخر ما هو عليه من سمات الإيمان.
  وهذا مع ما حظي به من عناية الله وتوفيقه وتسديده، وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}[مريم].
  وكم حاول المعارضون أن يصرفوا الناس عن محبته واتباعه، وكم حاولوا أن يمسحوا شهرته ويطمسوا ذكره، ويقضوا على مكانته، لقد حاولوا ذلك عاماً بعد عام بكل جد وبكل وسيلة وحيلة فلم ينجحوا ولم يفلحوا.
  وهذا في حين أنه لم يكن هناك أي ردة فعل أو مقاومة أو معارضة لتلك المحاولات الماكرة من المولى رحمة الله عليه أو من أتباعه، ولم يوجه يوماً مَّا مرشديه بتفنيد دعايات المعارضين وترويجاتهم التي ملأوا بها البلاد وآذان العباد ثقة منه بأن الله لا يصلح عمل المفسدين، ولوعده تعالى للمؤمنين في قوله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}[الحج]، وصدق الله العظيم: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}[فاطر: ١٠]،