الإصلاح بين الناس
  وبعد، فإن له يداً في كل أعمال الخير؛ ففي بناء المساجد وتوسيعها وفرشها وتوفير المياه لها وتوفير الكهرباء له يد عريضة واسعة في كل مكان، وهكذا في بناء مدارس العلم والإرشاد مدارس للرجال، ومدارس للنساء، وتوفير ما تحتاج إليه، فكل مدارس الإرشاد تقريباً قد بنيت بمساعيه.
  وكم له من يد في مساعدة المرضى الذين اضطرهم المرض إلى العلاج في الخارج، وكم له من مساع في مساعدة الغارمين الذين تحملوا الديون.
  أما مساعدته المتزوجين على الزواجة فشيء خارج عن الحصر، وله مساع في المعاونة في بناء بيوت المحتاجين وكان له فراسة صائبة وذكاء متوقد مما ساعده على النجاح في أعماله، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ٦٩}[العنكبوت]، فحين عرف الله تعالى منه صدق النية وفقه إلى سبل رضوانه وأحاطه بعنايته وأصلح عمله وبارك في مساعيه وأنار له الطريق، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}[الحج].
  كانت محافظة صعدة مشحونة بالعلماء يوم عمل المولى | في الإرشاد منهم من هو أكبر علماً منه ومنهم من هو دونه، ومنهم من هو في منزلته، إلا أنه ذاع صيته واشتهر أمره وظهرت بركته، ولعل السر في ذلك يعود إلى الإخلاص لله والزهد والورع والتقوى وحسن العمل، بالإضافة إلى التواضع الذي بلغ فيه غايته ونهايته، والتواضع كما قيل: من مصائد الشرف.