موعظة
  فيَا لَيْتَنِي قَدْ كُنْتُ للهِ طَائِعاً ... وَيَا لَيْتَ حُبَّ المَالِ مَا كَانَ مِنْ شَأْنِي
  وَيَا لَيْتَنِي قَدْ كُنْتُ لِلْحَقِّ تَابِعاً ... مَع خَيْرِ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ إنسِ أَوْجَانِ
  وَيَا لَيْتَ لَا تُجْدِيْ وَلَيْتِي وَلَيْتَنِيْ ... وَلَيْسَ التَّمَانِي مُجْدِيَاتٍ لِخَسْرَانِ
  فَحُبُّ الْهَوَى وَالْمُغْرِيَاتِ أَضَلَّنِي ... وَكِبْرِي أَطْغَانِي وَنَفْسِي وَشَيْطَانِي
  يَقُوْلُ إِلَهِي صِرْتَنَا الآنَ مُبْصِراً ... وَكَانَ قَرِيْنِي عَنْ سَبِيْلِكَ أَغْوَانِي
  فَهَلْ مِنْ مَرَدٍّ أَوْ رُجُوعٍ فَإِنَّنِي ... سَتَعْرِفُ يَا مَوْلايَ صِدْقِي وَإِيْمَانِي
  يَقُولُ لَهُ قَدْ كُنْتَ مِنْ قَبْلُ عَاقِلاً ... وَجَاءَكَ إِنْذَارِيْ وَجَاءَكَ تِبْيَانِي
  وَقَدْ كُنْتَ في النَّعْمَاءِ فِيْهَا مُعَمَّراً ... فَأَعْرَضْتَ عَن نُصْحِي وَغَرَّكَ إِحْسَانِي
  وَقَدْ كَانَ فِيْمَا قَدْ تَلَيْتُ عَلَيْكُمُو ... بِأَنَّ وَعِيْدِي لَا يُبَدَّلُ بِالثَّانِي
  فَلَو كُنْتَ ذَا لُبٍّ زَكِيٍّ وَفِكْرَةٍ ... تَدَبَّرْتَ أَقْوَالِي وَآيَاتِ قُرْآنِي
  فَلَيْسَ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ عُذْرٌ وَعَوْدَةٌ ... وَلَيْسَ لَكُم إِلَّا حَمِيْمِي وَنِيْرَانِي
  فَعَادَ كَئِيْباً كَاسِفَ الْبَالِ خَائِباً ... يُنَادِي بِيَا وَيْلِي وَيَا وَيْلَ خِلَّانِي
  فَيَا رَبِّ فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كَلَّهَا ... جَمْيعاً وَخُذْ رُوْحِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانِ
  وَهَبْ لِي في جَنَّاتِ عَدْنِكَ مَقْعَداً ... مَعَ أُسْرَتِي وَالصَّالِحِيْنَ وَإِخْوَانِي