موعظة
  وَهَبْ لِي مِنْكَ مَغْفِرَةً وَعَفْواً ... وَعَفْواً بَعْدَ عَفْوٍ يَا رَجَائِي
  وَأَمِّنْ رَوْعَتِي فِي يَوْمِ حَشْرِيْ ... وَجَاوِرْ بِيْ مَقَامَ الْأَنْبِيَاءِ
  عَلَى طَهَ وَعِتْرَتِهِ صَلَاتِي ... وَتَسْلِيْمِيْ الصَّبَاحَ وَبِالْمَسَاء
موعظة
  [كتب ¦ هذه القصيدة بعدما أرسل له رجل قد كان سكن عندهم في أيام شبابه رسالة، فَرَدَّ عليه بقوله]:
  أَتَانِي خِطَابٌ سَرَّنِي ثُمَّ أَشْجَانِي ... يُذَكِّرُنِي أَيَّامَ عُمْرِي وَأَزْمَانِي
  يُذَكِّرُنِي عَهْدَ الشَّبِيْبَةِ وَالصِّبَا ... وَمَا صَارَ لِي فِيْهَا وَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِي
  يُذَكِّرُنِي قَوْماً كِرَاماً صَحِبْتُهُمْ ... وَقَدْ فَارَقُوْنِي في الثَّرَى بَيْنَ أَكْفَانِ
  وَهَذَا قَضَاءُ اللهِ ﷻ ... قَضَى أَنَّ كُلَّ الكَائِنِيْنَ بِهَا فَانِي
  وَقَدْ صِرْتُ شَيْخاً بَعْدَمَا كُنْتُ يَافِعاً ... وَلَا بُدَّ بَعْدُ أَنْ أُفَارِقَ إِخْوَانِي
  وَفِيمَن مَضَى في سَابِقِ الدَّهْرِ عِبْرَةٌ ... وَمَوْعِظَةٌ عُظْمَى لَهَا أَيُّمَا شَأَنِ
  مَضَوْا وَانْقَضَوْا تَحْتَ الثَّرَى بَعْدَمَا بَنَوا ... عَلَى شَامِخَاتِ الشُّمِّ أَعْظَمَ بُنْيَانِ
  وَقَدْ جَمَعُوا مِنْ حِلِّهَا وَحَرَامِهَا ... فَصَارَتْ وَبَالاً حَسْرَةً بَعْدَ أَزْمَانِ
  وَكَمْ أُمَّةٍ ضَلَّتْ عَنِ الحقِّ وَاجْتَرَتْ ... وَقَدْ عَانَدَتْ في غَيِّهَا كُلَّ بُرْهَانِ
  وَكَمْ عَاقِلٍ قَدْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِ رُشْدِهِ ... وَقَدْ بَاعَ دَارَ الْخُلْدِ بِالعَاجِلِ الفَانِي
  وَفي يَوْمِ حَشْرِ الخلْقِ أَصْبَحَ نَادِماً ... يَقُولُ الَّذِي قَدْ كُنْتُ أَهْوَاهُ أَرْدَانِي