التبصرة في التوحيد والعدل،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[تنزيه الله عن الحلول في الأماكن]

صفحة 44 - الجزء 1

  فإن قيل: فما تقولون في معنى قوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}⁣[الزخرف: ٨٤]؟

  قيل له: معناه: أنه هو الذي يستحق العبادة، يستحق أن يعبد في السماء والأرض، لأن الإله هو الذي يستحق العبادة، وهذا مشهور متعارف في ألفاظ الناس.

  ألا ترى أنهم يقولون: فلان أمير في بلد كذا، وبلد كذا. وفلان قاض في بلد كذا، وبلد كذا؟ ولا يريد أنه كائن في البلدان لأن ذلك يستحيل، وإنما يراد أن الأم له والقضاء في هذه له، فقد صح ما ذكرناه من التأويل.