[الله واحد]
  ألا ترى أن الله تعالى يقول: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}[الفرقان: ٤٥]، يريد: ألم تعلم، وكذلك قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ١}[الفيل]، وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ٣٠}[الأنبياء]، فبان بهذه الآيات صحة ما ادعيناه من الرؤية، وقد تكون بمعنى العلم.
[الله واحد]
  فإن قيل: ما الدليل على أن الله تعالى واحد؟
  قيل له: الدليل على ذلك، أنه لو كان معه ثاني لصح بينهما التمانع، وصحة التمانع تقضي عليهما، أو على أحدهما بالعجز والضعف، لأن المتمانعين إذا تمانعا، يمنع كل واحد منهما صاحبه، أو يكون أحدهما يمنع صاحبه، فإن منع أحدهما صاحبه، وجب القضاء بالضعف على الممنوع، وإن منع كل واحد منهما صاحبه، وجب القضاء عليهما بالضعف، والإله لا يكون ضعيفاً، فثبت أنه واحد لا ثاني معه. وقد نبه الله تعالى على معنى هذا الدليل بقوله: {لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ٤٢}[الإسراء]، وبقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء: ٢٢]، وبقوله: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ٩١}[المؤمنون].