التبصرة في التوحيد والعدل،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

صفحة 91 - الجزء 1

باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

  إن سأل سائل عما نذهب إليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

  قيل له: المعروف عندنا على ضربين:

  مفروض.

  ومندوب إليه.

  فالأمر بالمعروف فرض، والمندوب ندب، والنهي عن جميع المناكير واجب.

  والذي يدل على ذلك، قول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}⁣[آل عمران: ١١٠]، وقوله سبحانه: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ١١٣ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١١٣ - ١١٤]، وقال سبحانه حاكيا عن لقمان أنه قال لابنه: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧}⁣[لقمان]، وقال ø: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١٠٤]، وروي عن النبي ÷: «لا يحل لعين ترى الله يعصى، فتطرف حتى تغير».

  فإن قيل: فعلى من يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟