[دعوة عامة: من أوائل كتب دعوة الإمام زيد بن علي @ يحض الناس على إجابة دعوة أهل البيت $، وينظر صدق نصرتهم لو قام بدعوة الإمامة فيهم]
  الذينَ أمَرَهُ اللهُ أنْ يَدْعُوَهُم فَاستجَابُوا لله ولَرِسُولِه قَال(١) الله سُبْحانَه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}[طه: ١٣٢]، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}[الزخرف: ٤٤]، وقال سبحانه {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣]، وقال سبحانه: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
  فَهَل يَكونُ أهْلُ الإسْلامِ قَبْلَكُم إلاّ مَنْ نَزَل بِمِثْلِ مَنْزِلَتِنَا مِنْ نَبيّكُم ÷ جَدّنُا، وَالمُؤمِنُ المُهَاجِرُ [الصِّدِّيقُ](٢) أبُونَا، وَابنَتُه فَاطِمَةُ أمّنَا، وَزوجَتُهُ خَديجَةُ سَابِقَة نِسَاء المُؤمِنِين وَسَيِّدَتِهنّ جَدَتُّنَا، فَأي النّاس أعْظَمُ عَليكُم حَقّاً ممّنْ نَزَل مِنْ نَبيّكُم ÷ مَنْزَلتَنَا، مَعَ مَا عَظَّمَ الله بِه حَقّنَا في كِتَابِه إنْ كُنْتُم تَعْلَمون؟!. ثمّ نَحنُ بَعدُ أمّتُه، خَير أمَّةٍ أُخْرِجَت للنَّاسِ، وَنَحنُ عَلى مِلّتِه، نَدعُوكُم إلى سُنَّتِه وَالعَمَل بِكَتِابِه عِندَ تَفَرُّق النّاس وَاختلافِهِم وَجهَالَتهِم بِفَرَائضه وَمَقَاسِمِه. فَمَنِ اسْتَجَابَ لَنَا مِنْكُم أيّتها الأمّةُ إلى هَذَا؛ كَانَ لَه مِثلُ الذِي لَنَا وَعَلَيه مِثلُ الذي علَينا، وكَان أخَانَا فِي دِينِنَا وَوَلّيُنا في مَحيَانَا وَمَماتِنَا. ومَن تَولّى غيَرنَا وَرغِبَ بِنَفِسه عَنّا وَرَدَّ مَا عَرَضْنَا عَليه مِنَ الحقّ عَلينا؛ جَاهَدْنَاه على مَا دَعونَاه إلِيه مِنَ الحَقّ عِند تَوَلِّيهِ(٣) عِنَّا، واسْتَعنَّا الله
(١) في (ب): وقال.
(٢) ساقط في (ب).
(٣) في (ب): توليته عنا.