[دعوة عامة: من أوائل كتب دعوة الإمام زيد بن علي @ يحض الناس على إجابة دعوة أهل البيت $، وينظر صدق نصرتهم لو قام بدعوة الإمامة فيهم]
  ألا وَإنّا لَسْنَا نُرِيدُ مِنْ أحَدٍ أنْ يُعْطِيَنَا مِنْ نَفْسِه اليَومَ غَير هَذا؛ حَتّى يَتَدَبَّرَ أمْرَه؛ فَإذَا أتَمَّ الله لَنَا وَلَكُمْ مِنْ ذَلك مَا نَرجُوه مِنَ الله، كَان أحَقّ أهْل بَيت نَبّيكُم يَتولّى أمْرَكُم بِإقَامَةِ كِتَاب الله فِيكُم، وَمِمّن يُجَاهِدُ مِنكُم مَعَكُم: المَوثُوقُ مِنهُم عِندَ المُسلِمِين بِفِقْهِه وَرِوَايَتِه وَدِينِه وَعِلْمِه بِكِتَابِ الله تَعالَى وَسُنَن الحقّ، فَإن اختَار آل محمّدٍ ÷ [غَيرِي](١)؛ اتّبَعْتُه وَكُنتُ مَعَهُ عَلى أمْرِ مَنْ أجمَعُوا لَه، وَلم أَكُنْ ابتَزَزتُ الأمَّةَ أَمْرَهَا قَبلَ اختيَارِهَا وَتَدبيرِهَا لما دَعَونا إلِيه مِنَ الجِهَادِ عَلى الحَقِّ، وَلا كُنْتُ اسْتَأثَرْتُ عَلى أهْلِ بَيتِ نبَيّكُم ÷. واعْلَمُوا أيّهَا النّاسُ أنَّ الله تَعَالى قَدْ بَيّنَ لَكُم فِي كِتَابِه أنَّهُ قَدْ جَعَلَ لِكُلِّ نَبّيٍ عَدَواً، فَليسَ [أهْلُ](٢) الأنبيَاء بَأعْدَائِهِم، وَلا أعْدَاءُ الأنبْيَاءِ بَأوْلِيَائِهِم، وَقَدْ عَرَفتُم أهلَ العَدَاوَة لِنبيئكُم ÷ مِن قَومِه الذينَ قَاتَلُوه وَجَاهَدُوهُ فِي حَيَاتِه حِين بَعثَهُ الله تعَالى حَتّى أظْهَرَ الله أمْرَهُ [٢ - ب] وَهُم كَارِهُون، ثمّ إنّهُم فَتَنوا أمَّته مِنْ بَعدِه، وَقَاتلوا أهْلَ بَيتِه، وَخَالفُوا سُنَّته التِي جَاء بِهَا مِنْ رَبِّه، فَلم يُحِلُّوا حَلالَه وَلا حَرّمُوا حَرَامَه، وَلم يُؤدُّوا فَرَائِضَه التِي فَرَضَهَا الله لَه، فَإنّه قَال سُبحانَه في كِتَابِه: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ٦٦ لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}[الأنعام: ٦٦ - ٦٧]، وقال تعالى: {فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ}[الأنعام: ٨٩]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ}[الفرقان: ٣١]، وَقَد عَرَفتُم آلَ بَيت نبَيّكُم ÷
(١) ساقط في (ب).
(٢) ساقط في (ب).