أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[دعوة عامة: من أوائل كتب دعوة الإمام زيد بن علي @ يحض الناس على إجابة دعوة أهل البيت $، وينظر صدق نصرتهم لو قام بدعوة الإمامة فيهم]

صفحة 57 - الجزء 1

  عَلِيه، وَكَانَ الله عَدلاً بَينَنا وبَينه يَحكُم بالحقّ وهُو خَير الفَاصِلِين. وحَسْبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله رَبِّ العَرْش الَعظِيم. والسّلام عَليكُم وَرَحمَة الله»⁣(⁣١).


(١) وأصلُ هذا الكلام كُتابُ دعوة عامّة أرسلَه الإمام زيد بن علي @ إلى المُسلمين قبل أن يدعو إلى نفسه، بل كان يدعو النّاس عموماً إلى ذات مُناصرة أهل البيت $، ولينظر هل لديهم استعداد لإجابة الدّاعي منهم إذا دعا، ولذلك قال # فيه: «فَإنّا نَدعُوكُم إلى كِتَاب الله تَعالى وَسُنَّةِ نَبيّه - ÷» - لا أنّ هذا الكلام ضمن خطابِه لأصحابه قبل أيّامٍ من خُروجه، فذلك الذي قبل أيّام، لعلّها تقدّر بالثلاثة، هو تنظيمهُ # لأمرهم وتوزيعِهم استعداداً للمعركَة -، وستجدُ ابن أعثم الكوفي (ت ٣١٤ هـ وقيل ٤٢٧ هـ) في كتابه (الفتوح) يروي نحو هذا الكتاب دعوة خاصّةً إلى نفسه حيث تحوّل خطابه # في الدّعوة إلى نفسِه، فأًصبحَ يقول: «وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد ÷»، وسابقاً كان # يتكلّم باسم أهل البيت بعُموم لا يخصّ نفسَه بالدّعوة، فجاء في الفتوح ما نصّه: «فضاقت الأرض برحبها على يوسف بن عمر، ثم إنه بعث إلى عامله الحكم بن الصلت بالكوفة ويحذره أمر زيد بن علي ويأمره بالطلب والتفتيش، ثم أرسل إلى الطرق فأخذت، فكان لا يمر أحد إلّا فتش مخافة أن يكون معه كتاب. قال: فبينما أهل المصالح على الطرق إذا برجل مر وفي يده عصاة وهو مستعجل فصاحوا به ثم قالوا: من أين أنت؟ قال: من بلاد الشام، ففتش فلم يوجد معه شيء، فضرب أحدهم يده إلى العصا فأخذها وجعل يقلبها وينظر إليها، فإذا على ناحية منها قطعة شمع ملصقة فقلع ذلك الشمع، فإذا جانب العصاء مجوفة وفي جوف الحفر كتاب مدرج، فأخذ الكتاب والرجل فأتى بهما إلى يوسف بن عمر. فأخذ الكتاب ففضه فإذا فيه: ، من زيد بن علي بن الحسين بن علي، إلى أهل الموصل وسائر بلاد الجزيرة، سلام عليكم! أما بعد، فاتقوا الله عباد الله الذي خلقكم ورزقكم، وبيده أموركم وإليه مصيركم، فإنكم قد أصبحتم تعرفون الحق إذ أنتم تواصفونه بينكم، ووصفه واصف لكم، ولا ينتفع واصف الحق ولا الموصوف له حتى يعين من قام به عليه، وقد قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ}، قد دعا =