[من أخبار الإمام زيد بن علي @ مع هشام بن عبد الملك]
  ٢٠ - عن الزهري، قَال: دَخَلَ زَيدُ بن عَلي @ عَلى هِشَام، فَقَالَ لَه هِشَام: يَا زَيد، إنَّهُ بَلَغَنِي مِنْكَ أَنَّكَ تَضَعُ نَفْسَكَ مَوْضِعَاً أَخَافُهُ عَلَيْكَ، أَمَّا الُملْكُ وَالخِلافَةُ، فَإنَّهُ لا يُناوِيهَما أَحَدٌ إلاَّ أَكَلَتْهُ السُّيُوفُ، وَذَهَبَتْ بِنَفْسِهِ الحُتُوفُ، فَلا مَا فِي نَفْسِهِ قَضَى، وَلا هُوَ بَلَغَ مَطْلَبَهُ، وَعَسَاهُ [أَنْ](١) يُلْقِيَ بِيَدِهِ إلى التَّهْلُكَةِ؛ فَيَدْخُلَ النَّار. فَقَالَ لَهُ زَيدُ بن علي @: «مَا وَضَعْتُ نَفْسِي مَوْضِعَاً وَضَعَها الله دُوْنَه، وَلا طَلَبْتُ أَمْرَاً إلاّ وَأنَا فَوْقَهُ، وَطَالِبُ الحَقِّ يَفُوزُ بِطُلْبَتِهِ وَإنْ قُتِلَ دُونَه، وَمَنْ يُلْقِي بِيَدِهِ إلى التَّهْلُكَةِ فَيدْخُل النَّارَ؛ فَهُوَ الفَاسِقُ الذي لا يَتوبُ مِنْ فِسْقِهِ، الفَاجِرُ [الذي لا يَرْجِعُ عَنْ فُجُورِهِ](٢)». ثُمَّ وَلّى
= أمرك أن تضع نفسك في غير موضعها، وترفعها عن مكانها؟ فاربع على نفسك، واعرف قدرك، ولا تشاورن سلطانك، ولا تخالفن على إمامك. فقال زيد: من وضع نفسه في غير موضعها، أثم بربه، ومن رفع نفسه عن مكانها، خسر نفسه، ومن لم يعرف قدر نفسه، ضل عن سبيل ربه، ومن شاور سلطانه وخالف إمامه، هلك؛ أفتدري من ذلك يا هشام؟ ذلك من عصى ربه، وتكبر على خالقه، وتسمى باسم ليس له؛ وأمَّا الذي أمرك بتقوى الله، فقد أدَّى إلى الله النصيحة فيك، ودلك على رشدك. ثمَّ ولَّى خارجاً. فقال هشام: يقولون قد ذهب أهل هذا البيت؛ هيهات ما ذهبوا ما دام هذا فيهم» [البدر المنير]، وروى الشريف الحافظ أبو عبدالله محمد بن علي العلوي #، قال: «أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسن بن يحيى العلوي قراءة، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد جعفر بن رباح الأشجعي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا يونس بن أبي يعفور، عن الزهري، قال: كنت على باب هشام بن عبدالملك. قال: فخرج من عنده زيد بن علي، وهو يقول: ماكره قوم قط الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله تعالى بالذل. قال: فعلمت أنه سيخرج» [تسمية من روى عن الإمام زيد بن علي].
(١) ساقط في (ب).
(٢) في (ب): الذي لا يرجع فجره.