[طائفة من الأخبار في نصرة أهل البيت $، ورباطة جأش الإمام، وبذله نفسه في سبيل الله. وأخبار في شأن الرافضة]
  حَتّى تَلْفَحَهُ النّار»(١). فَقَال شَيخٌ كَبير: يَا أبَا الحُسَين، فَإنّي مِمّن أَدْرَكَ جَدَّكَ الحُسَين، فَلَم أَنْصُرْهُ فَهَل لِي تَوبَة؟. فَقَال له زيد #: «تَسْتَعِدُّ، وَتُعِدُّ، فَلَعَلَّكَ تُدْرِكُ، رَجُلاً مِنْ آل مُحمَّدِ ÷ فَبِالحَرَاءِ تَنْجُو».
  ٢٢ - أبو مَعْمَر(٢)، قال: كُنَّا في دَارِ شبيب بن غَرْقدَة(٣)، وَكَانَ فَصِيحَاً، وَكَانَ لا يَرَى رَأيَنَا، إلاَّ أنَّ زَيدَاً # كَانَ يُعْجِبُهُ مَنْطِقُهُ وَفَصَاحَتُه، وَإنَّا لَفِي مَنْزِلِهِ يَومَاً إذْ
(١) وهذا الخبر رواه الإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين #، قال: «وقال - صلى الله عليه وعلى أهل بيته -: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم ينصره لم يقبل الله له توبة حتى تلفحه جهنم»» [مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق: ٦٠]. ورواه الحاكم الجشمي، قال: «وعن الحسين بن علي @: «من سمع داعينا أهل البيت فلم يجبه أكبه الله على منخريه في النار»» [تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين: ٨٠]، رواه الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (ت ٤١١ هـ) في دعوته، ومن طريق الإمامية يروي الكشي، بإسناده، «عن عمرو بن قيس المشرقي، قال دخلت علي الحسين بن علي @ أنا وابن عم لي وهو في قصر بني مقاتل، فسلمت عليه، فقال له ابن عمي: يا أبا عبد الله، هذا الذي أري خضابٌ أوشعرك؟. فقال: خضاب والشيب إلينا بني هاشم أسرع عجل، ثم أقبل علينا فقال جئتما لنصرتي. فقلت له: أنا رجل كبير السن كثير العيال، وفي يدي بضائع للناس، ولا أدري ما يكون، وأكره أن تضيع أمانتي، فقال له ابن عمي مثل ذلك، فقال أما لي! فانطلقا فلا تسمعا لي واعية، ولاتريا لي سواداً، فإنه من سمع واعيتنا أورأي سوادنا فلم يجبنا واعيتنا، كان حقا علي الله أن يكبه علي منخريه في نار جهنم» [رجال الكشي: ١١٤].
(٢) هو: سعيد بن خثيم بن رشد الهلالي، الكوفي، أبو مَعْمَر، من أصحاب الإمام زيد بن علي #، جاهد معه، قال العلامة عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي #: «شهد مقتل الإمام زيد صلوات الله مجاهداً معه في سنة (١٦١) ثم أدرك الإمام الحسين بن علي وخرج معه سنة (١٦٩)، ثُمَّ بايع الإمام يحيى بن عبد الله في هذه السنة بعد استشهاد الحسين، وعداده في ثقات محدثي =