[طائفة من الأخبار في بيعة الإمام زيد بن علي @، وشدته في جانب العدل، وكتبه ودعوته للأمة]
  الكَبيرِ وَالرُّجُلِ قَدْ عُصِبَتْ عَيْنَاهُ مَا يُبْصِرُ بِهِما شَيئاً، فَيَدْخُل عَليه، فَيُبَايعه، ثُمّ يخرُجُ مِنْ عِندِه وَلا يَدْري أيّ مَوضِعٍ هُو. وَأَقْبَلَتِ الشِّيعَةُ تَخْتَلِفُ إليهِ وَغَيرُهُم مِنَ المُحَكِّمَةِ يُبَايِعُونَه، حَتّى أَحْصَى(١) دِيوَانه مِنهُم خَمسةَ عَشَر ألْفَ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ الكُوفَة خَاصَّةً، سِوَى أهْلِ المَدائن وَالبَصْرَةِ وَوَاسِط وَالمُوصل وَخُرَاسَان(٢) وَالرَّي وَجُرْجَان وَالجَزِيرَة، فَأقَامَ بِالكُوفَةِ بِضْعَةَ عَشَرَ شَهْرَاً، إلاّ أنَّهُ كَانَ مِنْ ذَلك بِالبَصْرَةِ نَحْواً مِنْ شَهْرَين(٣).
(١) في (ب): احتوى.
(٢) روى أبو الفرج الأصفهاني، قال: «حدثني علي بن الحسن بن القاسم، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار [عن عبدة بن كثير]، قال: كان رسول زيد إلى خراسان عبدة بن كثير الجرمي، والحسن بن سعد الفقيه» [مقاتل الطالبيين: ١٤٢].
(٣) قال أبو نصر سهل بن عبدالله البخاري: «قال أبو مخنف لوط بن يحيى إنّ زيد بن على «ع» لما رجع إلى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه، وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر الف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة، فأقام بالكوفة بضعة عشر شهرا إلا انه كان من ذلك بالبصرة نحو شهرين» [سر السلسة العلوية: ٨٥]، ونقل ذلك ابن عنبَة، قال: «قال أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي: إن زيدا لما رجع إلى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة، وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة والباقي بالكوفة» [عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ٢٥٦]، وروى أحمد بن يحيى البلاذريّ، قال: «قال المدائني عَن أَبِي مخنف وغيره: ..... ، قَالُوا: ولما قدم زيد الْكُوفَة أقبلت الشيعة تختلف إِلَيْهِ، وأتته المحكمة أيضًا فبايعوه جميعا حَتَّى =