أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في أحداث المعركة مع الأمويين]

صفحة 117 - الجزء 1

  فَتَوافَقْنَا مَا شَاء الله مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ رَجَعُوا إلَينَا، ثُمّ رَجَعْنَا إليهِم، فَشَدَدْنَا عَلَيهِم شَدَّةً فَألحَقْنَاهُم بِالحِيرَةِ حَتّى غَابُوا عَنّا، ثُمّ انْصَرَفْنَا، فَوالله مَا لَبِثْنَا إلاَّ قَلِيلاً حَتّى عَادُوا كَمَا كَانُوا، فَشَدَدْنَا عَلَيهِم شَدَّةً أُخْرَى فَأَلْحقْنَاهُم بِالحِيرَةِ وَوَضَعْنَا سُيوفَنَا فِيهِم، ثُمَّ انْصَرَفْنَا وَقَدْ حَمِيَ عَلينَا النَّهَار وارتَفَعَتِ الشَّمْسُ، وَقَد وَالله أَصَابَنَا الكَلالُ، وَلَيسَ مَعَنَا طَعَامٌ وَلا شَرَابٌ، وَلَيسَ لِدَوابِّنَا عَلَفٌ إلاَّ مَا يَأتِينَا بِهِ النَّاسُ، وَإنَّ الرَّجُلَ يَأتي بِقِرْبَةِ المَاء وَالسَّويقِ وَالطَّعَامِ. قَال: وَجَعَلَت المَرْأةُ تَأتِي زَوْجَهَا وَأخَاهَا فَتَبْكِي إِلَيهِ؛ حَتَّى يَرْجِعَ مَعَهَا⁣(⁣١).


(١) قال الطبري راوياً عن أبي مخنف: «وكان يومئذ جمع كبير بالكوفة في نواحيها، وقيل في جبانة سالم - وانصرف الريان بْن سلمة إلى الحيرة عند المساء، وانصرف زيد بْن علي فيمن معه، وخرج إليه ناس من أهل الكوفة، فنزل دار الرزق، فأتاه الريان بْن سلمة، فقاتله عند دار الرزق قتالا شديدا، فجرح من أهل الشام وقتل منهم ناس كثير، وتبعهم أصحاب زيد من دار الرزق، حتى انتهوا إلى المسجد، فرجع أهل الشام مساء يوم الأربعاء أسوأ شيء ظنا» [تاريخ الطبري: ٧/ ١٨٤]، وكذلك في [الكامل في التاريخ: ٤/ ٢٦٨]، وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني #: «وحدثنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف قال: فلما كان من الغد غداة الجمعة دعا يوسف بن عمر الريان بن سلمة فأتاه في غير سلاح فقال: قبحك الله من صاحب حرب، ثم دعا العباس بن سعد المزني، فبعثه في أهل الشام إلى زيد بن علي في دار الرزق، وخرج زيد بن علي # في أصحابه فلما رآهم العباس بن سعد نادى بأهل الشام: الأرض الأرض. لأنه لم يكن له رجَّالة، فنزل كثير فاقتتلوا قتالاً =