٣٣ - قال عمرو بن عبد الغفار، عن القاسم بن أرقم، قال: أَنْفَذَ زَيدُ بن علي @ [وَأصْحَابُه]⁣^(⁣١) لَيلَة الأربِعَاء، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا لَيْلَةَ الثّلاثاء عَلى فَرَسٍ كُمَيْتٍ، وَعَليه قَبَاء أَبْيَض قَد لَبِسَ الدِّرْعَ تَحتَه، فَلَمّا اسْتَتَمَّ عَلى فَرَسِه، قَال: «{الحَمدُ لله الذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين} الآيَة، ثُمَّ قَالَ #: الحَمْدُ لله الذِي أَكْمَلَ لِي دِينِي، إِنْ كُنْتُ لأسْتَحِيي مِنْ رَسُولِ الله ÷ أَنْ أَلْقَاهُ وَلم آمُرْ بِمَعْرُوفٍ وَلم أَنْهَ عَنْ مُنْكَر». فَلَمّا تَوَجَّهَ نَحْوَ عَدُوِّه قَرَأ هَذِه الآية وَرَفَعَ صَوْتَهُ يُسْمِعُ مَنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَنْ خَلْفَهُ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ} الآية [التوبة: ١١١] فَخَذَلَهُ النَّاسُ كُلُّهم فَلَمْ يَبقَ مَعَهُ إلاَّ نَفَرٌ يَسِيرٌ، فَحَمَلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ عَلى يُوسِف بن عمر ابن أبي عَقيل الثَّقَفِي وَأَصْحَابِه، فَقَاتَلُوهُم قِتَالاً شَدِيدَاً، حَتّى جَاءَ وَقتُ الظُّهْر⁣^(⁣٢).

= من وافاه تلك الليلة مائتان وثمانية عشر من الرجالة، فقال زيد بن علي # سبحان الله فأين الناس؟ قيل: هم محصورون في المسجد، فقال: لا والله ما هذا لمن بايعنا بعذر» [مقاتل الطالبيين: ١٣٤].

(١) ساقط في (ب).

(٢) روى الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني #، قال: «أَخْبَرَنَا أبي ¦، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن أَحْمَدَ بن سَلاَّمٍ ¦، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن عَبْدِ الوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بن كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيَاضُ الثُّمَالِي، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ أبي الزِّنَادِ مُورجِ [بن عَلِي] قَالَ: لَمَّا خَفَقَ اللِّوَاءُ عَلَى رَأْسِ زَيْدٍ بن عَلِيّ #، قَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْمَلَ لِي دِينِي، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَسْتَحِي أَنْ أَقْدِمَ عَلَى مُحَمَّدٍ ÷ وَلَمْ آمُرْ فِي أُمَّتِهِ بِمَعْرُوفٍ وَلَمْ أَنْهَ عَنْ مُنْكَرٍ» [تيسير المطالب في أمالي أبي طالب: ١٥٥]، وروى # أيضاً، قال: «حَدَّثَنَا أبو العَبَّاسِ =