خَلْقِه فَقَد دَلّهم عَليه، ومَا كَرِهَهُ مِنهُم فَقَد نَهاهُم عَنْه، وَلا عُذْرَ لمن انْتَهَكَ حَريمَ الله وَعَمِلَ بِمَعْصِيَتِه وَضَلَّ عَنْ سَبِيلِه وَكَفَرَ بِكِتَابِه». وَقَال #: «الخَلْقُ خَلْقُ الله، هُوَ أَعْلَمُ بِهِم، وَبِمَا هُمْ عَامِلُون، فَبِعْلْمِهِ بِهم نَهَاهُم وَتَقَدَّم إليهِم وَرَغَّبَهُم وَأَنْذَرَهُم وَدَعَاهُم⁣^(⁣١) إلى طَاعَتِهِ وَأَمَرَهُم بِهَا، فَمَنْ أَجَابَ دَعْوتَه؛ أَنْجَحَ وَأفْلَحَ وَاهْتَدَى وَرَبِحَ الجَنَّةَ، وَمَنْ أبَى وَكَفَر؛ خَسِرَ نَفْسَه». قَال أبو قرّة⁣^(⁣٢)، فَقُلتُ لَه: يَا أبَا الحُسَين، هَذا تَقولُه بِرَأيِكَ؟!. قَال: «بَلْ هَذا بِكِتَابِ الله تعالى، وَبِمَا بَعَثَ الله به رُسُلَهُ إلى عِبَادِه». قَال عبد الله بن محمد: فَنحنُ لا نَقْبَلُ على زَيدِ بن عَلي @ غَير هَذا؛ لأنَّه عَليه قُتِلَ وإليه دَعَا، وَبِه قَامَ⁣^(⁣٣).

  ٥٨ - زيد بن علي @ عَن أبيه #، قَال: «لما وَافَق أبي الحُسين بن علي @ عُمر بن سَعد وأهْلَ الشَّام، قَال # لَهُم: إنّي

(١) في (ب): ووصاهم إلى طاعته.

(٢) لعله، عيسى بن أبي فروة.

(٣) قال القاضي أحمد بن أحمد السياغي: «ويقال لهم: علماء السوء؛ ولما روي في سيره أبي مخنف عن الإمام زيد بن علي أنه قال: «ليس العلماء الذين علموا ولم يعملوا بما علموا؛ لأنهم أسقطوا الخشية فأفسدوا العلم، وكتموا الحجة فلم يثبتوها لله سبحانه على الجاهلين، ولم ينهوا عن الفساد، ولم يبذلوا لله ø أنفسهم، ولم يعادوا له عدواً، ولم يوالوا فيه ولياً، فهؤلاء لا يكونون حجة؛ إذ لم ينتفعوا بما علموا ولم يحملوا العلم بحقيقته، فلا تثقوا بهم، وضعوهم على حدهم الذي وضعوا فيه أنفسهم، وارجعوا أنتم إلى أهل الثقة بالكتاب الذين يبذلون لكم النصيحة، ولا يألونكم خيراً ونصحاً، وعليكم بالقرآن فقد جعله الله لكم هدى وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، واستعينوا بالكتاب على علماء السوء الذين داهنوا في الدين، وباعوا آخرتهم بدنيا تزول ويزولون، وأخلدوا إلى الدنيا، وأحبوا الحياة الدنيا، وزهدوا في الآخرة، ومقتوا طاعة الله، وأولياء الله، هم أشد ضرراً على هذه الأمة من الجاهل» - انتهى مختصراً» [المنهج المنير تتمة الروضة النضير].