[مناظرة الإمام # للنصراني، والجواب في العدل، وحقيقة الإيمان، والبراءة من العقائد الباطلة، ومواعظ، والكلام في العلماء والراسخين]
  مُعْذِرٌ إليكُم مُقَدِّمٌ لَكُم النَّصِيحَة، إنّي وَالله مَا قُمْتُ مَقَامِي هَذَا لِطَلَبِ الدُّنيَا، وَإنّي في الحَيَاةِ زَاهِد، وَلكنّي أَطْلُبُ مَا عِندَ الله وَأرَدْتُ الآخِرَة؛ فَأجِيبُوا مَنْ دَعَاكُم إلى الله تعَالى، وإلى العَمَل بِكِتَابِه(١) وَسُنّة نبيه ÷ وَلا تَتَولّوا عَن الحقّ مُدْبِرِين، فَقَد بَذَلتُ لَكُم النُّصْحَ وَبَيَّنتُ لَكُم الحَقَّ. فَقَالوا لَه: يَابن فَاطِمَة، قَدْ قَامَ بِذلِكَ أبُوك مِنْ قَبْلِكَ فمَا أَجَبْنَاهُ إلى دَعْوَتِه، وَلا قَبِلْنَا مِنْهُ نَصِيحَتَه. فَقَال: اللهمَّ اشْهَدْ، وَأنْتَ الشَّاهِد. قَال زَيد بن علي @: فَقَتَلُوهُ وَهُو يَدْعُوهم إلى الله سُبْحَانَه وتعالى».
  ٥٩ - عن بكر بن حارثة، قَال: سَمِعتُ زَيدَ بن - علي @ - يَقُول: «الرَّاسِخُونَ هُمُ الذين حَمَلُوا العِلْمَ عَلى أَنْفُسِهِم، وَأخَذُوا بِه مِنْ أَنْفُسِهِم الحَقّ الذي لَزِمَهُم مِنه؛ فَاسْتَوجَبُوا بِذلكَ حَقَيقَةَ مَنْزَلِة الرَّاسِخِين فِيه، وَلَيس يُعطِي الله ø ّ أَحَداً مِنَ الخَلْقِ مَنْزِلَةً لا تَجبُ لَهُ، وَلا يَسْتَحِقُّهَا، فَمَنْ صَدَفَ عَنِ الحَقِّ اقْتَرَبَ البَاطِلُ [٩ - أ] مِنهُ، وَكَانَ بِالبَاطِلِ أَحَقّ وَأولى، وإنْ قَالَ أنَا بِالحَقِّ أوْلى وَ [أحَقّ](٢) أَكْذَبَهُ الحَقّ، وَإنْ قَالَ أنَا مِنَ الحَقِّ أَقْرَبُ تَبَاعَدَ الحَقُّ مِنهُ، فَلا تَغتَرّوا بِمَنْ أَخْلَدَ إلى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَبَاعَ الآخِرَةَ بِالدُّنيَا». وَقَال #: «تَحقِيقُ الحَقِّ صَوَابٌ كُلُّهُ، وَبِه يَصْفُو مِنَ الرِّيَاء وَيخلُصُ مِنَ الشَّكِّ، وَذَلِك مِنْ فَاعِلِه عَلى قَدْرِ مَبْلغِه في الخَوف وَالرَّجَاء(٣)، فَيرجُو السَّلامَةَ بِالتَّحْقِيقِ فَيعَمَل في تَحقِيقِ الحَقِّ الذي عَرَفَ وَعَلِمَ(٤). فَأمَّا أخو الجَهْلِ بِفَسَادِهِ عَلى قَدْرِ مَا
(١) في (ب): كتاب الله.
(٢) ساقط في (ب).
(٣) في (أ): والمرجى.
(٤) في (ب): وعلمه.