أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[مناظرة الإمام # للنصراني، والجواب في العدل، وحقيقة الإيمان، والبراءة من العقائد الباطلة، ومواعظ، والكلام في العلماء والراسخين]

صفحة 150 - الجزء 1

  يَذْهَبُ في الشُّكُوكِ فَلا يَسْلَمُ لَه فَرْض، فَكَيفَ يَكُونُ لَهُ فَضْل؟!. وَأمَّا صَاحِبُ التَّحقِيقِ فَزِيادَتِه في تَحقِيقِهِ عَلى قَدْرِ هِدَايَتِه، ألا تَرَى إلى قوله سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}⁣[محمد: ١٧]. وَقَد يُؤيِّدُ الله سُبْحَانَه العَبْدَ بِروحٍ مِنْه وَنُورٍ مِنْ لَدُنه يَصلح عَلى ذلك التّأييد دِينه، وَيثبُتُ لَه يَقِينُه، فَيقُومُ بالإيمَان وَيَدعُو إليه بحُجّته وَبُرهَانه، فَيبني الله بِه مَا هَدَمَ الكَافِرون وَيُتمّ بِه نُورَاً في قُلُوب السَّامِعِين».

  ٦٠ - عن بكر بن حارثة، قال: سَمِعتُ أبي يَسْألُ زَيدَ بن عَلي @، فَقَال: إنّي أَتَمَنَّى وَأشْتَهِي؟. فَقَالَ زَيدٌ #: «هَذَا فِعْلُ النَّفْس، وَلَكن اقْسُرْ نَفْسَك، وَرُدَّ هَوَاك، وَازْجُرْ قَلَبْكَ، كَفِعْلِ الحُكَمَاءِ العُلَمَاءِ بالله، فَإنَّ الجَاهِلَ يُرْسِلُ زِمَامَ نَفْسِهِ فَيُوَرِّطُهُ هَلاكَاً، فَيَلُومُهَا وَتَلُومُهُ وَيُخَاصِمُهَا وَتُخَاصِمُهُ، وَذَلكَ فِي يَومِ القَصَاصِ وَيَومِ الطَّامَّةِ وَيَومِ الأَخْذِ بِالأعْمَال».

  ٦١ - عن زيد بن علي @، قَال: «اللّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَفْتَرِيَ عَلَيكَ الكَذِب، أَوْ نَقُولَ خِلافَ مَا أَنْزَلْتَ عَلى نَبِيِّك، أو نَزْعُمَ أنَّ الإيمَان إِقْرَارٌ بِغَيرِ عَمَل، أَوْ نَزْعُمَ أنَّ مَنْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ وَلِيٌّ لله، أَوْ نَزْعُمَ أنَّ الله تعالى لم يُكْمِل لِمُحَمَّدٍ ÷ دِينَه، أَوْ نَزْعُمَ أنَّ رَسُول الله ÷ قَالَ بِخِلافِ مَا أَنْزَلَ الله مِنْ حَلالٍ أَو حَرَام»⁣(⁣١).


(١) قال العلامة أحمد بن موسى الطبري: «وفي ذلك ما روي عن زيد بن علي [#] أنه قال: (اللهم إنا نعوذ بك أن نفتري عليك الكذب، أو نقول بخلاف ما أنزلت على رسولك (أو نزعم أن الإيمان إقرار بلا عمل، أو نزعم أن من عصى الله ورسوله أولياء لك أو نزعم أنك لم تكمل دينك، أو نزعم أن رسول الله # قال بخلاف ما أنزلت عليه من حلال أو حرام)» [المنير]، وقال الإمام زيد بن علي # في كتابه (مدح القلّة وذمّ الكثرَة): «فمن زعم أن هذه الآيات غير ما أنزل =