أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[الإمام زيد بن علي @ في كلام أئمة العترة وغيرهم، وأخبار في الرافضة]

صفحة 197 - الجزء 1

  عَذَاب، اللهمّ فإنّكَ⁣(⁣١) بِالمِرصَاد، فَأرِح مِنهم العِبَاد، وَطَهِّر مِنهُم البِلاد، واجْعَلْهُم نَكَالاً للحَاضِرِ والبَاد».

  ١٠٠ - عن الحسن بن علي @ قال: شَهدتُ أبي والعَباس بن عبد المطلب عَلى بَابِ عُمر بن الخطاب حِين أُمِّرَ، فَاستَأذنا عَليه، فَأذِن لِعليٍّ - أبي - قَبل العَبّاس؛ فَغَضِبَ العَبّاسُ، وَقَال: يَا عُمر أتَأذَنُ لِعَلي قَبْلي وَقَدْ وُلِدَ لِي الوَلَدُ قَبل يُولَدُ عَلّي، وَأنَا عَمّهُ وَهُو ابن أخِي؟!. فَقَال عُمَر: يَا أبَا الفَضْل، وَالله مَا يَدْخُلُ بَينَكُم أَحَدٌ، وَلِكَنَّا كُنَّا نُفَضِّلُ عَليَّا فِي حَيَاةِ نَبيّنا ÷ عَلى بَنِي هَاشِم؛ لِتَفْضِيلِ رَسُول الله ÷ إيّاه؛ لما فَضّلَهُ الله بِه مِنَ العِلْمِ وَالتّقدِيمِ⁣(⁣٢) وَالإسْلام. قَال العَبّاسُ: يَا عُمر، عَرَفْتَ فَضلَ عَليٍّ عَليَّ وَلم تَعْرِف فَضْلَهُ عَلَيكَ، وَقَدْ سَبَقَكَ إلى الإسْلام كَمَا سَبَقْتَنِي، وَعَرَفْتَ تَفْضِيل رَسُول الله ÷ عَليَّ وَلم تَعْرِفْ عَلى نَفْسِكَ!. فَقَال: يَا أبَا الفَضل، وَكَيفَ لا أعْرِفُ فَضْله؟!. قَال: بِجُلُوسِكَ في مَجْلِسِه، وَهُو أحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ يَجري عَليه حُكْمُكَ وَهُو أَعْلَمٌ بِالحُكْمِ مِنْكَ، وَتَأمَّرْتَ عَليه وَهُو أحَقُّ بالأمْرِ مِنْكَ، وَلقَد أقْرَرْتَ مِنْ فَضْلِ عَليٍّ بِشَيءٍ بَدأتَ فِيه بِتَفْضِيلِه عَلى نَفْسِك، وَلَقَد عَلِمْتَ أنّهُ أحَقُّ بِمَجْلِسِكَ مِنْكَ. فَقَال⁣(⁣٣) عُمر: يَا أبَا الفَضل، إنّي لم أبْدَأ بِذَلِك حَتّى بَدأ بِهِ غَيرِي، فَرَأيتُ قُرَيشَاً كُلّها وَالمُهَاجِرين والأنْصَار رَاضِين بِمَنْ كَان قَبْلي، وَأنَا أعْلَمُ بِالسِّياسَةِ مِنه، فَإن يَكُن سَبَقَنِي إليهَا مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَقَدْ كَان يَنبغِي لَكُم أن تُعَنِّفُوهُ لِتَقَدُّمِه


(١) في (ب): إنّك.

(٢) في (ب): والتقدم.

(٣) في (ب): قال.