[طائفة من الأخبار في استشهاد الإمام زيد بن علي @ وصلبه، وفي شأن الرافضة]
  ١٢٨ - عن محمّد بن عَبد الله الأسلمي، - وكَان رَافِضيّاً -، قَال: سَمِعتُ سُفيان بن السّمط يَقول: دَخَلتُ عَلى جَعفَر بن محمد، فَلما رَأَىني تَغَرْغَرَتَا عَينَاه، فَقال: يَا سُفيان. فَقُلتُ لَه: لَبَّيك. قَال: هَل شَهِدْتَ عَمِّي؟. قَال، قُلتُ: نَعَم، وَضَرَبْتُ بَين يَدَيه بِسَيفِي. قَال: فبكَى بُكَاءً شَدِيداً حَتّى عَلا بُكَاؤُه، ثمّ مَسح عَينَيه(١)، وَقَال: رَحِمَ الله عَمّي زَيداً، أمَا والله أنَّه مَا خَرَجَ حَتَى أُمِرَ بِالخُروج. قَال، فَقُلتُ: مَنْ أَمَرَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ؟. قَال: كَان عَمّي أشَدَّ اجتهَاداً فِيمَا بَينَه وَبَين رَبِّه وَأشَدَّ عِبَادَةً، قَال: فَبينمَا هُو ذَاتَ لَيلَةٍ يُصَلّي بَين القَبر وَالمنبر إذ غَلَبتهُ عَينه، فَأتَاه رَسول الله ÷، فَقَال لَه: يَا زَيد، دَعِ العِبَادَة وَجَاهِد هِشَامَاً، فَانتبَه مِنْ ذَلِك مَرْعُوبَاً. قَال: فَلمّا كَانَ اللّيلة القَابِلَة(٢) عَادَ في طَلَب الرّؤيا، فَرَأى مِثل ذَلك، فَلمّا كَان في الليلة الثّالثة عَاد في طَلب الرّؤيَا، فَرَأى مِثلَه. فَقَال(٣): فَبِمَن يَا رَسُول الله؟. قَال: بِيَدِك(٤).
  ١٢٩ - عن سعيد بن خثيم، قَال: كُنتُ عندَ زَيد بن علي @ إذْ جَاءهُ(٥) كِتَابٌ مِنْ جَعفَر بن محمّد: أمّا بَعَد، فَقَد بَلغَني يَا عَمّ أنَّك تُريدُ الخُروج عَلى هَذا الطَّاغِيَة،
= مُعتمِرَاً مَع أبيه عبد الله بن الحسن، فلمّا مَرّوا بِعِرْق الظَّبية، إذا بِجَعفَر بن محمّد جَالِسٌ فِي ظِلّ العِرْقِ، فَاتّكأ عبدالله بن الحَسن على جَناحِ المَحْمَل، ثمّ قَال: يَا جَعفَر بن محمّد. قال: لبيّك يَا أبَا محمّد، لا وَرَبّ هَذِه البَنيّةِ الحَرَام التي أنَا مُتوجِّهٌ إليهَا مَا الأمْرُ إلاّ الذي تَعْرِفُ، وَلا الدِّينُ إلاّ وَاحِدٌ، وإنَّه لَيُكْذَبُ عَليّ كُلّ مَا تسمَع» [أمالي الإمام أحمَد بن عيسى]. وقال الحافظ عبد العزيز بن إسحاق البغدادي: «أخبرنا سعدان بن محمد قال أنبأنا محمد بن منصور قال حدثني عبد الله بن محمد بن سليمان يعني بن عبد الله بن الحسن قال حدثني عبدالله بن موسى عن أبيه أنه كان حاجا أو معتمرا مع أبيه عبد الله بن الحسن فلما مروا بعرق ظبية إذا جعفر بن محمد جالس في ظل العرق فاتكأ عبد الله بن الحسن على جناج المحمل ثم قال يا جعفر بن محمد قال لبيك قال لأن كان يكذب عليك كلما اسمع لقد أكثر عليك من الكذب قال يا أبا محمد ورب هذا البيت الحرام الذي أنا متوجه إليه ما الأمر إلا الذي تعرف ولا دين إلا واحد وإنه ليكذب علي كلما تسمع» [مناقب الإمام زيد بن علي: مخطوط]. وقال الحافظ علي بن الحسين الزيدي: «وحدثني والدي ¥، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن سليمان العلوي، قال: حدثنا أحمد بن حمدان عن محمد بن الأزهر الطائي عن الحسين بن علوان، عن أبي خالد عمرو بن خالد، قال: دخل جعفر بن محمد المسجد، وعبدالله بن الحسن في جانب قبر رسول اللّه ÷، فأقبل حتى وقف على عبدالله، فسلم عليه، فقال: السلام عليك يا عم، فقال: عبدالله وعليك السلام يابن أخي، ما هذا الذي يبلغني عنك أنك إمام مفترض الطاعة، من لم يعرف ذلك مات ميتة جاهليه، فقال: جعفر والله الذي لا إله إلا هو وحق صاحب هذا القبر، ما قلت في نفسي هذا قط، وإنه ليكذب عليَّ، فقال عبدالله أنت الصادق والبار، وهم الكاذبون الفجار، ثم مضى جعفر، فقال: عبدالله والله لو أردت منه الطلاق لحلف لي به» [المحيط بأصول الإمامة: مخطوط]. وقال أيضاً: «حدثني والدي ¥، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال، قال: حدثني أبو الحسين علي بن العباس بن الوليد بن بكير وأبو جعفر محمد بن حفص قالا: حدثنا صالح بن الأسود، عن محمد بن عمر [الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب] عن [أخيه] علي بن عمر بن علي، قال: قلت لجعفر بن محمد عن الإمامة التي ينسبونها إليه، ونحن في مسجد رسول الله ÷، فقال: لا نالتني شفاعة من في هذا القبر وحق هذا القبر وصاحبه [أي رسول الله] ما أنا ذلك ولا قلته لهم قط. ثم التفت محمد بن عمر إلى أبيه [أي عمر الأشرف]، قال: كذلك يا بني» [المحيط بأصول الإمامة: مخطوط].
(١) في (ب): عينه.
(٢) في (ب): الثانية.
(٣) في (ب): قال.
(٤) انظر الخبر رقم (١٧) في هذا الكتاب.
(٥) في (ب): إذ جاء كتاب.