أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في همة الإمام زيد بن علي @ في طلب الجهاد والشهادة، وأحواله مع أهل الكوفة ودعوته]

صفحة 227 - الجزء 1

  وَأنَّ القُرْبَة إلى الله تعالى مُجَانَبَةُ أهْلِ الفَسَاد، وَإظْهَارُ الحَقّ للعِبَادِ، وَإنّ لأهْلِ البَيت إليكَ حَاجَة؛ لأنَّكَ لا تُخَلَفُ فِيهِم بِمثلِك ومَا مِنَ الجِهَاد عِوِضٌ، والسَّلام.

[طائفةٌ من الأخبَار في هِمَّة الإمام زيد بن علي @ في طلب الجِهاد والشّهادَة، وأحواله مع أهل الكوفَة ودعوته]:

  ١٣٠ - عن عِيسَى بن فروة⁣(⁣١)، قَال: أتَى رَجُلٌ زَيدَ بن علي @، فَقَال: يَا بن رَسُول الله، إنْ تَكُن الرَّجُل الذي تَنتظِرُكَ الشِّيعَة؛ خَرَجْتُ مَعَكَ، فَجَاهَدْتُ بِنَفْسِي، وَمَالي، وَإن لم تَكُن هُو؛ لم أتَعَجَّلِ البَلاء، فَإنّه لا طَاقَة لي بِالبَلاء. قَال، فَقَال لَه زَيدٌ #: والله لقَد سَألتَنِي عَنْ أَمْرٍ مَا سَألَنِي عَنه أَحَدٌ قَطّ قَبْلَك، أَعِدْ عَليّ مَسْألَتَك. قَال: فَأعَاَد عَليه - ثَلاثَاً -، ثُمّ نَكَّسَ زَيدٌ # رَأسَهُ، ثمّ نَكَثَ في الأرض، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ، فَقال: إنَّ رَسُول الله ÷ عَهِد إلى عَليٍّ # أن يَلزمَ بِكَلْكَلِه الأرْضَ حَتّى يُقتَل عُثمَان، فَلمّا قُتِلَ عُثْمان دَعَا إلى كِتَابِ رَبِّه وَطَلَبَ حَقَّهُ، وَأظْهَرَ حُجَّتَهُ، فَقُتِلَ. ثُمّ قَامَ الحسَن # فَدعَا إلى كِتَابِ رَبِّه، وَطَلَبَ حَقَّهُ


(١) هو: عيسى بن أبي فروة الزيدي، وقد يُذكر عيسى بن أبي قرة، قال الحافظ عبدالعزيز بن إسحاق البغدادي: «كان فاضلاً ناسكاً». روى عن: الإمام زيد بن علي #. روى عنه: حماد بن يعلى. ولعله هو أبو قرّة أو فروة الصيقل صانع السيوف الفرويّة لأصحاب الإمام زيد بن علي #، والتي سمّيت بعدُ بالسيوف الزيديّة، والذي تأسّف عليه الإمام الصادق جعفر بن محمد # وترّحم لما بلغه خبر مقتله بين يدي عمه الإمام زيد بن علي #. انظر [فتاوى العلامة عبدالرحمن شايم القسم الثاني، مناقب أمير المؤمنين للحافظ محمد بن سليمان الكوفي، مطلع البدور، الأمالي الاثنينية: ٦٧٦]