أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في همة الإمام زيد بن علي @ في طلب الجهاد والشهادة، وأحواله مع أهل الكوفة ودعوته]

صفحة 229 - الجزء 1

  يحكم الله بَينَنا ثُمّ تَلا هذه الآية: {رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي}⁣[المائدة: ٢٥]، ربّ إني لا أملك إلاَّ نَفسي وابني⁣(⁣١).

  ١٣٢ - عن سهل⁣(⁣٢) بن سليمان الرازي [١٥ - ب]، قَال، حَدَّثني أبي: شَهِدتُ زَيد بن عَلي @ يَومَ خَرَجَ لمُحَارَبَة القَوم بالكُوفَة، فَلم أرَ يَومَاً كَان أبَهى وَلا أكثرَ جُمُوعَاً، وَلا أوفَرَ سِلاحَاً وَلا أشَدَّ رجالاً، وَلا أكثَر عُلماء ولا فُقهَاء مِنْ أصْحَابِ زَيد بن عَلي @. خرَجَ عَليهم زَيدُ بن علي @ عَلى بَغْلَةٍ شَهبَاء، وَعَليه عِمامَةٌ سَوْدَاء، بَين يَدي قُربُوسِه مُصْحَفٌ. فَقَال: يَا أيّها النّاس، أَعِينُوني عَلى أنْبَاطِ أهْلِ الشَّام، فَوالله مَا يُعِينُني عَليهم أحَدٌ إلاّ رَجوتُ أن يجيء يَومَ القِيامَة آمِنَاً حَتّى يَجوزَ الصِّراط، وَيَدْخُل الجَنَّة. وَالله مَا وَقَفتُ هَذا المَقَام حَتّى عَلِمْتُ التّنزيل وَالتّأويل، وَالمُحكَم وَالمُتشَابَه، وَالحلال والحَرَام، ومَا بَين الدَّفَّتين. ثُمّ قَال: نَحنُ وُلاةُ أمْرِ الله، وَخُزّان عِلمِ الله، وَورَثَة وَحْي الله تعالى، وَعِتْرَةُ نَبي الله، وَشِيعَتُنا وُلاةُ الحَقّ، وَالله لا لا تُقْبَل التَّوبة إلاّ مِنهُم، وَلا يخصّ بِالرّحمَة يَوم القيامة [سِوَاهُم]⁣(⁣٣) (⁣٤).


(١) في (ب): وأخي.

(٢) في (أ): سهيل.

(٣) في (ب): إلا هم.

(٤) قال الإمام أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني #: «فأخبرنا علي بن الحسين بن سليمان البجلي بإسناده عن كثير النوّاء: أن زيداً # خرج يوم الأربعاء غرة صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة، وعلى العراقين يومئذ يوسف بن عمر بن أبي عقيل الثقفي من قبل هشام بن عبد الملك، فخرج على أصحابه على برذون أشهب، في قبا أبيض ودرع تحته، وعمامة وبين يدي قربوسه مصحف منشور، فقال: سلوني، فوالله ما تسألوني عن حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وأمثال =