[طائفة من الأخبار في همة الإمام زيد بن علي @ في طلب الجهاد والشهادة، وأحواله مع أهل الكوفة ودعوته]
= وقصص إلاّ أنبأتكم به، والله ما وقِفت هذا الموقف إلاّ وأنا أعلم أهل بيتي بما تحتاج إليه هذه الأمة. ثم قال: الحمد لله الذي أكمل لي ديني، إني لأستحيي من جدي أن ألقاه ولم آمر في أمته بمعروف، ولم أنهي عن منكر. ثم قال: أيها الناس أعينوني على أنباط أهل الشام، فوالله لا يعينني عليهم أحد إلاّ جاء يوم القيامة آمناً حتى يجوز الصراط. ثم قال: نحن الأوصياء والنجباء، والعلماء، ونحن خزان علم الله، وورثة وحي الله، وعترة رسول الله وشيعتنا رعاة الشمس والقمر، والله لا يقبل الله التوبة إلاّ منهم، ولا يخص بالرحمة أحداً سواهم. فلما خفقت الراية على رأسه قال: اللهم لك خرجت، وإياك أردت، ورضوانك طلبت، ولعدوك نصبت، فانتصر لنفسك ولدينك، ولكتابك ولنبيك، ولأهل بيت نبيك، ولأوليائك من المؤمنين، اللهم هذا الجهد مني، وأنت المستعان» [المصابيح في السيرة: ٣٩٢]. وقال العلامة أحمد بن موسى الطبري: «عن سهل بن سليمان الرازي قال: حدثني أبي قال: شهدت زيد بن علي @، يوم خرج لمحاربة القوم بالكوفة، فلم أرى يوماً قط أبهى ولا أكثر جموعاً، ولا أوفر سلاحاً، ولا أشد رجالاً، ولا أكثرقرآناً وفقهاً، من أصحاب زيد بن علي، فخرج عليهم زيد بن علي، على بغلةٍ شهباء، وعليه عمامة سوداء، وبين يدي قرموسة مصحف، فقال: (أيها الناس، أعينوني على أنباط أهل الشام، فوالله ما يعينني عليهم أحد، إلاّ رجوت له أن يجيء يوم القيامة، آمناً حتى يجوز الصراط، ويدخل الجنة؛ والله ما قمت هذا المقام، حتى علمت التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والحلال والحرام، وما بين الدفتين). ثم قال: (نحن ولاة أمر الله، وخزان علم الله، وورثة وحي الله، وعترة نبي الله؛ وشيعتنا ولاة الشمس والقمر، والله، لا تقبل التوبة إلاّ منهم، ولا يختص بالرحمة يوم القيامة سواهم)» [المنير]. ورواه الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني #، قال: «أَخْبَرَنَا أبي ¦، قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّاصِرُ لِلْحَقِّ الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ إمْلاءً، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بن مَنْصُورَ، عَنْ يَحْيَى بن مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَىْ بن هَارُونَ، عَنْ سَهْلِ بن سُلَيْمَان الرَّازِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ زَيْدَ بن عَلِيٍّ (@) يَوْمَ خَرَجَ لِمُحَارَبَةِ القَوْمِ بِالْكُوفَةِ فَلَمْ أَرَ يَوْماً كَانَ أَبْهَرَ، وَلاَ رَجِالاً أَكْثَرَ قِرَاءَةً وَلاَ فِقْهاً وَلاَ أَوْفَرَ سِلاحاً مِنْ أَصْحَابِ زَيْد # فَخَرَجَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَبَيْنَ يَدَيْ قُرْبُوسٍ سُرْجِهِ مُصْحَفٌ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَعِينُونِي عَلَى أَنْبَاطِ الشَّامِ فَوَاللهِ لاَ يُعِينُنِي عَلَيْهِمْ أَحَدٌ =