أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

الفصل الثاني: المخطوط، مؤلفه ومنهجيته:

صفحة 19 - الجزء 1

  منزلته العلميّة:

  وإذا نظرنَا إلى منزلة أبي مِخنف العلميّة فنجدُ أنّه رجلٌ موسوعيّ العلمِ بالأخبَار، ولا أقلّ يُعلمُ ذلك من تعداد مؤلّفاته - وسنأتي عليها -، فيقول الجاحظ يُعدّدُ: «وَمِنهُم مِن الرُّواةِ وَالنّسَابِين والعُلماء: شرقي بن القطامِي الكَلْبي، ومحمّد بن السّائب الكَلبي، ..، وأبو مِخنف لُوط بن يحيى الأزديّ»⁣(⁣١)، ويذكرُه اليعقوبيّ ضمن الفُقهاء في عصر المهديّ العباسيّ، قال: «وَكان الفُقهاء في أيامه: محمد بن عَبد الرحمن بن أبي ذِئب، إبراهيم بن محمد بن أبي الحسن، ... ، يُونس بن أبي إسحَاق السبيعي، الحجَّاج بن أرطَأة النّخعي، سُفيان بن سعيد الثوري، شَريك بن عبد الله النخعي، يحيى بن سلمة بن كهيل، ... ، أبا مِخنف لُوط بن يحيى»⁣(⁣٢). وقال ابن سعد: «الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ أَحَادِيثُ النَّاسِ وَأَيَّامُهُمْ»⁣(⁣٣)، وقال ابن قتيبة الدّينوري: «كَان صَاحِب أخْبَارٍ وأنسَاب، والأخبَارُ عليه أغْلب»⁣(⁣٤). وقال الطّبري: «وكان مِنْ وَلد مِخنَف بن سُليم: أبو مخنف لُوط بن يَحْيَى بن سَعِيد بن مِخنف بن سُليم الذي يُروى عَنه أيّامُ النّاس»⁣(⁣٥).

  وقد أكثَر عنه الطّبري في الروّاية، بل إنّ جُملة من أخبار أحداث الكوفة لا يرويها المُؤرّخون إلاّ عن طريقِ أبي مِخنف، قال ابن النّديم: «قَرأتُ بِخَطّ أحمد بن الحارث الخراز: قَالت العُلماء أبو مِخنف بِأمْرِ العِرَاق وأخبَارِهَا وَفُتوحِها يَزيدُ عَلى غيره. والمَدائني بِأمْرِ


(١) البيان والتبيين: ١/ ٢٩٠.

(٢) تاريخ اليعقوبي: ٢: ٤٠٣.

(٣) الطبقات الكبرى - متمم الصحابة -: ١/ ٧٨٧.

(٤) المعارف: ٥٣٧.

(٥) تاريخ الطبري: ١١/ ٥٤٧.