الفصل الثاني: المخطوط، مؤلفه ومنهجيته:
  خُرَاسَان وَالهند وفارس. والوَاقِديّ بالحِجَاز والسِّيرَة. وقَد اشتركوا في فتوح الشام»(١). فهذا بعضُ ما يُعلم منه منزلته العلميّة، وإلاّ فإنّ أصحاب الحديث قد طعنوا فيه، وهُو من الثّقات عند الزيديّة، قال العلامة عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي #: «عِدَادُه في ثِقَات الشِّيعَة، وَاعتَمَدَه أئمَّتُنا، وَقد نَالَت مِنه النَّواصِب»(٢).
  وعند الإمامية فهو كذلك من الثقات المسكون إلى روايتهم، قال النجاشي: «شَيخُ أصْحَابِ الأخبَار بالكُوفَة وَوجههم، وَكَان يُسْكَن إلى مَا يَرويه»(٣). وأبو مِخنف فمن قدُماء الشيعة الزيديّة، وليسَ هُو من الإماميّة، وقد قال في ذلك العلاّمة الإمامي محمد هادي اليوسفي الغرويّ - محقّق كتاب وقعة الطفّ -: «وَالخُلاصة: أنّ كَون الرّجل شِيعيّاً ممّا لا يَنبغِي الرّيبُ فِيه، أمّا كونُه إمِاميّاً فلا دَليل عَليه»(٤)، وقال أيضاً: «وأحسَن مَا قَال فيه أصْحَابُنا هُو مَا مَدحه به النّجاشي، إنّه: شَيخُ أصْحَاب الأخبار بالكُوفَة وَوجههم، وكان يُسْكُن إلى ما يَرويه. فهو مَدحٌ مُعتدٌّ بِه يَثبُت به حُسْنه؛ ولذا عَدّ أخبارَه في: الوجيزة والبلغة، والحاوي وغيرها من الحِسَان»(٥)، وقال يبينّ وجه كلام الشيخ النّجاشي القريب: «وإنّما وصفه النّجاشي (|) وهو خرّيت هذا الفن بأنّه: كان شيخ أصحاب الأخبار
(١) الفهرست: ١٠٦.
(٢) الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى.
(٣) رجال النجاشي: ٣٢٠.
(٤) وقعة الطف: ٢٠.
(٥) وقعة الطف: ٢١.