أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

الفصل الثاني: المخطوط، مؤلفه ومنهجيته:

صفحة 20 - الجزء 1

  خُرَاسَان وَالهند وفارس. والوَاقِديّ بالحِجَاز والسِّيرَة. وقَد اشتركوا في فتوح الشام»⁣(⁣١). فهذا بعضُ ما يُعلم منه منزلته العلميّة، وإلاّ فإنّ أصحاب الحديث قد طعنوا فيه، وهُو من الثّقات عند الزيديّة، قال العلامة عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي #: «عِدَادُه في ثِقَات الشِّيعَة، وَاعتَمَدَه أئمَّتُنا، وَقد نَالَت مِنه النَّواصِب»⁣(⁣٢).

  وعند الإمامية فهو كذلك من الثقات المسكون إلى روايتهم، قال النجاشي: «شَيخُ أصْحَابِ الأخبَار بالكُوفَة وَوجههم، وَكَان يُسْكَن إلى مَا يَرويه»⁣(⁣٣). وأبو مِخنف فمن قدُماء الشيعة الزيديّة، وليسَ هُو من الإماميّة، وقد قال في ذلك العلاّمة الإمامي محمد هادي اليوسفي الغرويّ - محقّق كتاب وقعة الطفّ -: «وَالخُلاصة: أنّ كَون الرّجل شِيعيّاً ممّا لا يَنبغِي الرّيبُ فِيه، أمّا كونُه إمِاميّاً فلا دَليل عَليه»⁣(⁣٤)، وقال أيضاً: «وأحسَن مَا قَال فيه أصْحَابُنا هُو مَا مَدحه به النّجاشي، إنّه: شَيخُ أصْحَاب الأخبار بالكُوفَة وَوجههم، وكان يُسْكُن إلى ما يَرويه. فهو مَدحٌ مُعتدٌّ بِه يَثبُت به حُسْنه؛ ولذا عَدّ أخبارَه في: الوجيزة والبلغة، والحاوي وغيرها من الحِسَان»⁣(⁣٥)، وقال يبينّ وجه كلام الشيخ النّجاشي القريب: «وإنّما وصفه النّجاشي (|) وهو خرّيت هذا الفن بأنّه: كان شيخ أصحاب الأخبار


(١) الفهرست: ١٠٦.

(٢) الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى.

(٣) رجال النجاشي: ٣٢٠.

(٤) وقعة الطف: ٢٠.

(٥) وقعة الطف: ٢١.