الفصل الثاني: المخطوط، مؤلفه ومنهجيته:
  مِنْ طبقَة الإمام زيد بن علي # - المولود سنة (٧٥ هـ) -، والإمام الصّادق جعفر بن محمد # - المولود سنة (٨٠ هـ) -، وإلى ذلك ذهبَ الأستاذ حسن حميد السّنيد - جامع كتاب الجمل وصفين والنهروان من مرويّات أبي مخنف - بعد استعراضه للأقوال ومناقشتها، قال: «ومن هذا يتّضح أنّ الرّجل ولد بعد عام (ت ٦٨ هـ)»(١)، فهذا في الاحتمال واردٌ، ويتبعُ هذا الكلامُ في تأريخ وفاته هل في سنة (١٥٧ هـ) كما يحكي بعض المُؤرّخين، أو أنّه في حدود سنَة (١٧٠ هـ) كما يُفهم من كلام آخَرين. وكيفَ كَان فالأمرَ المقطوع به - فيما يخصّ ما نحنُ بصدده - هُو مُعاصرَة أبي مِخنف لأصحاب الإمام الأعظَم زيد بن علي #، فإنّ هذا الكتاب يروي فيه أبو مِخنف بلا واسطةً عن كبار أصحاب الإمام زيد بن علي #، كالإمام الصّادق جعفر بن محمد # (ت ١٤٨ هـ)، وأبي خالد الواسطي (ت ١٥٠ هـ)، وأبي مَعمَر سعيد بن خثيم الهلالي (ت ١٨٠ هـ). وعن الطّبقة التي تليهِم كعمرو بن عبدالغفّار الفقيمي (ت ٢٠٢ هـ)، والمولود تقريباً (في حدود سنة ١٢٥ هـ)، وكأبي الفضل نصر بن مُزاحم المنقري (ت ٢١٢ هـ)، والمولود تقريباً (في حدود سنة ١٢٠ هـ)، وقد جعل ابن النّديم نصر بن مُزاحم من طبقة أبي مِخنف، قال يُترجمُ نصر: «أبو الفَضل نصر بن مزاحم مِن طَبقَة أبي مخنف»(٢).
  عليه ونحنُ نستعرضُ أسماء الرّواة الذين روى عنهُم أبي مخنف هذه الرّسالة في أخبار الإمام زيد بن علي #، فإنّهم إمّا مُتقدّمون على زمَن أبي مخنف فتلك الرّوايات
(١) مقدمة كتاب الجمل وصفين والنهروان لأبي مخنف: ١٩.
(٢) الفهرست: ١٠٦.